وَمِنْها التَّقْدِيمُ كَقَوْلِكَ فِي قَصْرِهِ ـ تَمِيمِيٌّ أَنا ـ وَفِي قَصْرِها ـ أَنا كَفَيْتُ مُهِمَّكَ.


الْمُدَافِعَ لا الْمُدَافَعَ عنه فصل الضمير وأخره، إذ لو قال ـ وإنما أدافع عن أحسابهم ـ لصار المعنى أنه يدافع عن أحسابهم لا عن أحساب غيرهم، وهو ليس بمقصوده، ولا يجوز أن يقال إنه محمول على الضرورة، لأنه كان يصح أن يقال ـ إنما أدافع عن أحسابهم أنا ـ على أن يكون ـ أنا تأكيدا، وليست ما موصولة اسم إنَّ وأنا خبرها، إذ لا ضرورة في العدول عن لفظ من إلى لفظ ما(١).

[ومنها التقديم] أي تقديم ما حَقُّهُ التأخير، كتقديم الخبر على المبتدإ أو المعمولات على الفعل [كقولك في قصره] أي قصر الموصوف [تميمى أنا] كان الأنسب ذكر المثالين، لأن التميمة والقيسية إن تنافيا لم يصلح هذا مثالا لقصر الافراد، وإلا لم يصلح لقصر القلب بل للافراد [وفي قصرها ـ أنا كفيت مهمك] إفرادا أو قلبا أو

__________________

(١) لأن ما لغير العاقل وهي على هذا واقعة على عاقل، فلو أراد هذا المعنى لقال (وإن من يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلى).

تطبيقات على طرق القصر:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أبَا أَحَد مِنْ رِجَالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْء عَلِيماً.

٢ـ بِكَ اجتمع الْمُلْكُ المبدَّدُ شَمْلُهُ

وضُمَّتْ قَوَاص منه بعد قَوَاصِ

٣ـ وما السيف إلا آيَةُ الْمُلْكِ في الْوَرَى

ولا الأمر إلا لِلَّذِي يَتَغَلَّبُ

القصر في الأول بالعطف بلكن، وهو قصر إضافى من قصر الموصوف على الصفة ـ وفي الثاني بالتقديم، وهو قصر إضافى من قصر الصفة على الموصوف، ـ وفي الثالث بالنفي والاستثناء، وهو قصر إضافى من قصر الموصوف على الصفة.

أمثلة أخرى:

١ـ إذا قَبُحَ البكاءُ عَلَى قَتِيل

رأيتُ بكاءَك الْحَسَنَ الجميلاً

٢ـ وإني رأيت الوسْمَ في خُلُقِ الفتى

هو الوسم لا ما كان في الشَّعْر والْجِلْدِ

٣ـ وإنما المرءُ حديث بعدهُ

فكن حديثاً حَسَناً لمن وَعَى

۵۲۰۱