وَإلاَّ فَتَخْصِيص، وأَمَّا نَحْوُ ـ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ ـ فَلاَ يُفِيدُ إلاَّ التَخْصِيصُ،


أي عرفت زيدا عرفته [وإلا] أي وإن لم يقدر المفسر قبل المنصوب بل بعده [فتخصيص] أي ـ زيدا عرفت عرفته ـ لأن المحذوف المقدر كالمذكور، فالتقديم عليه كالتقديم على المذكور في إفادة الاختصاص؛ كما في بسم الله، فنحو ـ زيدا عرفته ـ محتمل للمعنيين ـ التخصيص والتأكيد ـ فالرجوع في التعيين إلى القرائن، وعند قيام القرينة على أنه للتخصيص يكون أوكد من قولنا ـ زيدا عرفت ـ لما فيه من التكرار، وفي بعض النسخ [وأما نحو ـ وأما ثمود فهديناهم ـ فلا يفيد إلا التخصيص] لامتناع أن يقدر الفعل مقدما، نحو ـ أما فهدينا ثمود ـ لالتزامهم وجود فاصل بين أما والفاء، بل التقدير ـ أما ثمود فهدينا فهديناهم ـ بتقديم المفعول، وفي كون هذا التقديم للتخصيص نظر، لأنه يكون مع الجهل بثبوت أصل الفعل(١) كما إذا جاءك زيد وعمرو ثم سألك سائل ما فعلت بهما، فتقول ـ أما زيدا فضربته، وأما عمرا

__________________

(١) ولأن التقديم إنما يفيد التخصيص إذا لم يكن لاصلاح التركيب كما هنا، على أنه لا يصح إرادة التخصيص في ذلك، لأنه يوجد من يشارك ثمود فيه.

تطبيقات على تقديم المفعول ونحوه:

١ـ بِكَ اقتدت الأيام في حسناتها

وشِيمَتُهَا لوك هَمٌّ وَتَكْرِيبُ

٢ـ صَهْوَةَ الْجَوِّ اعْتَلَوْا تحسبهم

جَمْعَ أفلاك على الخيل تَسَامَى

٣ـ أبَعْدَ المشيبِ الْمُنْقَضِى في الذوائب

تحاول وَصْلَ الغانياتِ الكواعبِ

قدم الجار والمجرور في الأول لافادة التخصيص، وقدم المفعول في الثاني لافادة الاهتمام، وقدم الظرف في الثالث لكونه محط الانكار بالاستفهام.

أمثلة أخرى:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً.

٢ـ على الأخلاق خُطُّوا الْمُلْكَ وَابْنُوا

فليس وراءها للعز رُكْنُ

٣ـ إذا شئتَ يوماً أن تسود عشيرةً

فبالحلم سُدْ لاَ بالتَّسَرُّعِ والشَّتْمِ

۵۲۰۱