وَاللهُ يَدْعُو إلَى دَارِ السَّلامِ ـ وَإمَّا لِمُجَرَّدِ الاخْتِصارِ عِنْدَ قِيامِ قَرِينَة، نَحْوُ ـ أَصْغَيْتُ إلَيْهِ ـ أَيْ أَذُنِي، وَعَلَيْهِ ـ أَرِنِى أَنْظُرْ إلَيْكَ ـ أَيْ ذَاتَكَ، وَإمَّا لِلرّعايَةِ عَلَى الْفاصلِةِ، نَحْوُ ـ مَا وَدّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلى ـ وَإمَّا لاِسْتِهْجانِ ذِكْرِهِ، كَقَوْلِ عائِشَةَ ـ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ وَلاَ رَأَي مِنّى ـ أَيِ الْعوْرَةَ.


للتعميم مع الاختصار ورد قوله تعالى [والله يدعو إلى دار السلام] أي جميع عباده، فالمثال الأول يفيد العموم مبالغة، والثاني تحقيقا.

[وإما لمجرد الاختصار] من غير أن يعتبر معه فائدة أخرى من التعميم وغيره، وفي بعض النسخ [عند قيام قرينة] وهو تذكرة لما سبق ولا حاجة إليه، وما يقال من أن المراد عند قيام قرينة دالة على أن الحذف لمجرد الاختصار ليس بسديد، لأن هذا المعنى معلوم، ومع هذا جَار في سائر الأقسام، فلا وجه لتخصيصه بمجرد الاختصار [نحو ـ أصغيت إليه ـ أي أذنى، وعليه] أي على الحذف لمجرد الاختصار [قوله تعالى ـ رب أرنى أنظر إليك ـ أي ذاتك] وههنا بحث وهو أن الحذف للتعميم مع الاختصار إن لم يكن فيه قرينة دالة على أن المقدر عام فلا تعميم أصلا، وإن كانت فالتعميم مستفاد من عموم المقدر سواء حُذِفَ أو لم يحذف، فالحذف لا يكون إلا لمجرد الاختصار.

[وإما للرعاية على الفاصلة نحو] قوله تعالى ﴿وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى [ما ودعك ربك وما قلى] أي وما قلاك، وحصول الاختصار أيضا ظاهر.

[وإما لاستهجان ذكره] أي ذكر المفعول [كقول عائشة ـ ما رأيت منه] أي من النبي عليه‌السلام [ولا رأي مني، أي العورة] وإما لنكتة أخرى كاخفائه، أو التمكن من إنكاره إن مست إليه حاجة، أو تعينه حقيقة أو ادعاء ونحو ذلك.

۵۲۰۱