وَقِيلَ الاِسمُ مُتَعيّنٌ لِلاِبْتِدَاءِ لِدِلالَتِهِ عَلَى الذَّاتِ، وَالصّفةُ لِلخَبرِيَّةِ


فهو مقصور على المبتدإ، والجنس قد يبقى على إطلاقه كما مر، وقد يقيد بوصف أو حال أو ظرف أو مفعول أو نحو ذلك، نحو ـ هو الرجل الكريم، وهو السائر راكبا، وهو الأمير في البلد، وهو الواهب ألف قنطار ـ وجميع ذلك معلوم بالاستقراء وتَصَفُّح تراكيب البلغاء، وَقَوْلُهُ ـ قد يفيد بلفظ قد إشَارَةٌ إلى أنه قد لا يفيد القصر، كما في قول الخنساء:

إذا قَبُحَ البكاءُ على قَتِيل

رأَيتُ بكاءَكَ الْحَسَنَ الجميلا

فإنه يُعْرَفُ بحسب الذوق السليم والطبع المستقيم وَالتَّدَرُّبِ في معرفة معاني كلام العرب أن ليس المعنى ههنا على القصر(١) وإن أمكن ذلك بحسب النظر الظاهر والتأمل القاصر [وقيل] في نحو ـ زيد المنطلق، أو المنطلق زيد ـ [الإسم متعين للابتداء] تَقَدَّمَ أوْ تَأَخَّرَ [لدلالته على الذات، والصفة] متعينة [للخبرية] تقدمت أو

__________________

(١) وهذا لأن الكلام للرد على من يتوهم أن البكاء على هذا الْمَرْثِيِّ قبيح كغيره، وهو يحصل بمجرد إخراج بكائه من القبح إلى الحسن، ولا يحتاج إلى القصر في ذلك إلا إذا كان الكلام واردا في مقام يسلم حسن البكاء على المرثى ولكنه يدعى حسن البكاء على غيره أيضا، فيرد عليه بقصر حسن البكاء على المرثى دون غيره.

تطبيقات على تعريف المسند:

١ـ هو الْوَاهِبُ الْمَائَةَ الْمُصْطَفَا

ةَ إمَّا مَخَاضاً وَإمَّا عِشَارَا

٢ـ ونحن التارِكون لما سَخِطْنَا

ونحن الآخذون لما رَضِينَا

عرف المسند في الأول وفي الثاني لإفادة قصر الخبر على المبتدإ على سبيل المبالغة في مقام المدح والفخر.

أمثلة أخرى:

١ـ أخوك الذي إنْ تَدْعُهُ لِمُلِمَّة

يُجِبْكَ وإن تَغْضَبْ إلى السيف يَغْضَب

٢ـ وإنَّ سَنَامَ المجد من آل هاشم

بنو بنت مخزوم ووالدُك الْعَبْدُ

۵۲۰۱