الأَطهارِ، وَصَحَابَتِه الأَخْيارِ:

(أمّا بَعْدُ): فَلمَّا كانَ عِلْمُ البَلاَغَةِ وَتَوابِعِها مِنْ أَجَلِّ العُلومِ قَدْراً، وَأَدَقِّهَاسِرّاً، إذْ بِهِ تُعْرَفُ دَقائِقُ الْعَرَبيّةِ وَأَسرَارُها، وَتُكْشَفُ عَنْ وُجُوهِ الاعْجازِ في نَظْمِ الْقُرْآنِ أَسْتارُها،


خص استعماله في الأشراف وأولى الْخَطَر [الأطهار] جمع طاهر كصاحب وأصحاب [وصحابته الاخيار ]جمعُ خَيِّر بالتشديد.

[أما بعد]: هو من الظروف المبنية المنقطعة عن الاضافة أي بعد الحمد والصلاة والعامل فيه أمر لنيابتها عن الفعل، والأصل مهما يكن من شيء بعد الحمد والصلاة، ومهما ههنا مبتدأ والاسمية لازمة للمبتدإ، ويكن شرط، والفاء لازمة(١) له غالبا، فحين تضمنت أما معني الابتداء والشرط لزمتها الفاء ولصوق الاسم، إقامة للازم مقام الملزوم وإبقاء لأثره في الجملة [فلما] هو ظرف بمعنى(٢) إذ، يستعمل استعمال الشرط، ويليه فعل ماض لفظا أو معنى [كان علم البلاغة] هو المعانى والبيان [و ]علم [توابعها ]هو البديع [من أجل العلوم قدراً، وأدقها سرا إذ به ]أي بعلم البلاغة وتوابعها لا بغيره من العلوم كاللغة والصرف والنحو [تعرف دقائق العربية وأسرارها ]فيكون من أدق العلوم سراً [وتكشف عن وجوه الاعجاز في نظم القرآن أستارها] أي به يعرف أن القرآن معجز، لكونه في أعلى مراتب البلاغة، لاشتماله على الدقائق والأسرار والخواص الخارجة عن طوق البشر، وهذا وسيلة إلى تصديق النبي عليه‌السلام، وهو وسيلة إلى الفوز بجميع السعادات، فيكون من أجل العلوم، لكون معلومه وغايته من أجل المعلومات والغايات، وتشبيه وجوه الأعجاز بالأشياء المحتجبة تحت الأستار استعارة بالكناية، وإثبات الأستار لها استعارة تخييلية، وذكر الوجوه إيهام، أو تشبيه

__________________

(١) لازمة له أى لجوابه.

(٢) إذ ظرف لما مضى من الزمان.

۵۲۰۱