قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب وَمَنزِلِ

بِسَقْطِ اللَّوَى بَيْنَ الدُّخُولِ فَحَوْمَلِ

وَكَقَوْلِهِ:

قَصْرٌ عَلَيْهِ تَحِيَّةٌ وَسَلاَمُ

خَلَعَتْ عَلَيْهِ جَمَالَهَا الْأَيَّامُ

وَيَنْبَغِى أَنْ يُجْتَنَبَ في الْمَدِيحِ مَا يُتَطَيَّرُ بِهِ كَقَوْلِهِ:

* مَوْعِدُ أَحْبَابِكَ بِالْفُرْقَةِ غَدْ *

وَأَحْسَنُهُ ما نَاسَبَ


قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل(١)]

السقط مَنْقَطَعُ الرمل حيث يَدِقُّ، واللوى رمل مُعْوَجٌّ مُلْتَو، والدخول وحومل موضعان، والمعنى بين أجزاء الدخول(٢) [و] في وصف الدار [كقوله:

قصر عليه تحية وسلام

خلعت عليه جمالها الأيام(٣)]

خلع عليه أي نزع ثوبه وطرحه عليه [وينبغى أن يجتنب في المديح ما يتطير به ]أي يتشاءم به [كقوله:

موعد أحبابك بالفرقة قد]

مطلع قصيدة لابن مُقَاتِل الضَّرير(٤) أنشدها للدَّاعِى الْعَلَوِيِّ فقال له الداعى: موعد أحبابك يا أعمى، ولك المثل السُّوءُ [وأحسنه] أي أحسن الابتداء [ما ناسب

__________________

(١) هو مطلع معلقة امرىء القيس المشهورة، والشاهد في الشطر الأول لأنه وقف فيه واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل بلفظ فصيح مسبوك.

(٢) لأن ـ بين ـ لا تدخل إلا على متعدد.

(٣) هو لأشْجَعَ السُّلَمِيِّ من شعراء الدولة العباسية، والرواية ـ نثرت ـ بدل خلعت، وهو من قصيدة له في مدح هارون الرشيد.

(٤) هو أحد شعراء الجبال في الدولة العباسية، وقصيدته هذه من الرجز أنشدها للداعى إلى الحق العلوى الثائر بِطَبَرِسْتَانَ.

۵۲۰۱