وَإذَا تَسَاوَى الْفَاصِلَتَانِ فَإنْ كَانَ إحْدَى الْقَرِينَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرُهُ مِثْلَ مَا يُقَابِلهُ مِنَ الْأُخْرَى فِي الْوَزْنِ خُصَّ بِاسْمِ الْمُمَاثَلَةِ نَحْوُ ـ وَآتَيْناهُمَا الْكتَابَ الْمُسْتَبِينَ، وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ـ وَقَوْلِهِ:

مَهَا الْوَحْشِ إلاَّ أنَّ هَاتَا أوَانِسٌ

قَنَا الْخَطِّ إلاَّ تِلْكَ ذَوَابِلُ


متساويتان في الوزن لا في التقفية، إذ الأولى على الفاء، والثانية على الثاء، ولا عبرة بتاء التأنيث في القافية على ما بُيِّنَ في موضعه، وظاهر قوله ـ دون التقفية ـ أنه يجب في الموازنة عدم التساوى في التقفية حتى لا يكون نحو ـ فيها سرر مرفوعة، وأكواب موضوعة ـ من الموازنة، ويكون بين الموازنة والسجع مُبَايَنَةٌ إلا على رأي ابن الأثير فإنه يشترط في السجع التساوى في الوزن والتقفية ويشترط في الموازنة التساوى في الوزن دون الحرف الأخير(١) فنحو ـ شديد وقريب ـ ليس بسجع، وهو أخص من الموازنة [وإذا تساوى الفاصلتان] في الوزن دون التقفية [فإن كان ما في إحدى القرينتين] من الألفاظ [أو أكثره مثل ما يقابله من] القرينة [الأخرى في الوزن] سواء كان يماثله في التقفية أوْلاَ [خص] هذا النوع من الموازنة [باسم المماثلة] وهي لا تختص بالنثر كما توهمه البعض من ظاهر قولهم ـ تساوى الفاصلتين ـ ولا بالنظم على ما ذهب إليه البعض، بل تجري في الْقَبِيلَين، فلذلك أورد مثالين [نحو] قوله تعالى [وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم ـ وقوله: مها الوحش] جَمْعُ مَهَاة وهي البقرة الوحشية [إلا أن هاتا] أي هذه النساء [أوانس * قنا الخط إلا أن تلك ]القنا [ذوابل(٢)] وهذه النساء نواضر، والمثالان مما يكون أكثر ما في إحدى القرينتين مثل ما يقابله من الأخرى، لعدم تماثل ـ آتيناهما وهديناهما ـ وزنا، وكذا ـ هاتا وتلك ـ

__________________

(١) فإنه لا يشترط فيه التساوى فيها كما في السجع، فتكون على هذا أعم منه.

(٢) البيت لأبي تمام، والقنا واحده قناة وهي الرمح، والخط بلد تصنع فيها.

۵۲۰۱