غَيْرِ تَكَلُّف، كَقَوْلِهِ:

إنْ يَقْتُلُوكَ فَقدْ ثَلَلْتَ عُرُوشَهُمْ

بِعُتَيْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شِهَابِ


تكلف] في السَّبْكِ [كقوله:

إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم

بعتيبة بن الحارث بن شهاب(١)]

يقال للقوم إذا ذهب عزهم وتضعضع حالهم قدثُلَّ عرشهم، يعنى إن تبجحوا بقتلك وفرحوابه فقد أثَّرْتَ في عزهم وهدمت أساس مجدهم بقتل رئيسهم، فإن قيل هذامن تتابع الاضافات فكيف يعد من المحسنات؟ قلنا قد تقرر أن تتابع الاضافات إذا سلم من الاستكراه مَلُحَ وَلَطُفَ، والبيت من هذا القَبِيلِ، كقوله عليه‌السلام : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ـ الحديث(٢) هذا تمام ما ذكر من الضرب المعنوى.

__________________

(١) هو لربيعة من بنى نصر بن قُعَيْن يرثى ابنه ذُؤَاباً.

(٢) تمامه: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

تطبيقات عامة على المحسنات المعنوية:

١ـ قوله تعالى ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ.

٢ـ قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».

٣ـ فحملتُ هَيْكَلَ عظمها وكأنَّنِي

حُمِّلْتُ حين حَمَاْتُ عُودَ خِلاَلِ

٤ـ ما زُلْزِلَتْ مِصْرُ من كيد أَلَمَّ بها

لكِنَّهَا رقَصَتْ من عدلكم طَرَبَا

في الأول من المحسنات المعنوية الجمع، لأنه جمع فرعون وهامان وجنودهما في الحكم المذكور، وفي الثاني المذهب الكلامى، لأنه مسوق مساق الدليل العقلى، وتمامه، لكنكم لم تعلموا فلم تضحكوا قليلا ولم تبكوا كثيرا، وفي الثالث إغراق، لأن كونها كعود خلال ممكن عقلا لا عادة، وفي الرابع حسن التعليل، لأن الزلزال وصف ثابت ظاهر العلة، وقد علله بالطرب من عدل الممدوح.

أمثلة أخرى:

١ـ نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ

فكلامٌ فموعدٌ فلِقَاءُ

٢ـ وَأُمَّة كان قُبْحُ الْجَوْرِ يُسْخِطُهَا

دهراً فأصبح حسن العدل يُرْضِيهَا

٣ـ أُرَاعِى النجم في سيرى إليكمْ

يرعاءُ من الْبَيْدَا جَوَادِي

۵۲۰۱