وَالْمُبَالَغَةِ في الْمَدْحِ كَقَوْلِهِ:

أَلَمْعُ بَرْق سَرَى أَمْ ضَوْءُ مِصْباحِ

أَمِ ابْتِسامَتُهَا بِالمَنْظَرِ الضَّاحِى

أَوْ فِي الذَّمِّ كَقَوْلِهِ:

وَما أَدْرِى وَسَوْفَ إخَالُ أَدْرِى

أَقَوْمٌ آلُ حِصْن أَمْ نِساءُ

وَالتَّدَلُّهِ في الْحُبِّ في قَوْلِهِ:

باللهِ يا ظِبيَاتِ الْقَاعِ قُلْنَ لَنَا

لَيْلاَيَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلَى مِنَ الْبَشَرِ


والمبالغة في المدح كقوله:

ألمع برق سري أم ضوء مصباح

أم ابتسامتها بالمنظر الضاحى(١)]

أي الظاهر [أو] المبالغة [في الذم كقوله: وما أدرى وسوف إخال] أي أظن، وكسر همزة المتكلم فيه هو الأفصح، وبنو أسد تقول أخال بالفتح وهو القياس(٢) [أدري * أقوم آل حصن أم نساء(٣)] فيه دلالة على أن القوم هم الرجال خاصة [والتدله] أي وكالتَّحَيُّرِ والتَّدَهُّشِ [في الحب في قوله: بالله يا ظبيات القاع] وهو المستوى من الأرض [قلن لنا * ليلاى منكن أم ليلى من البشر(٤)] وفي إضافة ليلى إلى نفسه أوَّلاً والتصريح

__________________

(١) هو لِلْبُحْترِيِّ، والشاهد في أنه تجاهل ذلك للمبالغة في مدح ابتسامتها.

(٢) أي في حرف المضارعة الداخل على الثلاثى.

(٣) البيت لزهير بن أبي سُلْمى.

(٤) البيت لعبدالله بن عمرو المعروف بالْعَرْجِىِّ من شعراء الدولة الأموية.

ومن تجاهل العارف:

١ـ شَبَحاً أرى أم ذاك طَيْفُ خيالِ

لا بل فتاةٌ بالْعَرَاءِ حِيَالِى

٢ـ قوله تعالى ـ ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإنَّا أو إيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أوْ فِي ضَلاَل مُبِين.

وتجاهل العارف في الأول للمبالغة في نحو لها، وفي الثاني للتعريض.

۵۲۰۱