وَلكِنَّنِى كُنْتُ امْرَءاً لِى جَانِبٌ

مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ مُسْتَرَادٌ ومَذْهَبُ

مُلُوكٌ وَإخْوَانٌ إذَا مَا مَدَحْتُهُمْ

أُحَكَّمُ فِي أَمْوَالهِمْ وَأُقَرَّبُ

كَفِعْلِكَ في قَوْم أَرَاكَ اصْطَفَيْتَهُمْ

فَلَمْ تَرَهُمْ في مَدْحِهِمْ لك أَذْنَبُوا


كنت] اللام لتوطئة القسم [قد بلغت عنى وشابة * لمبلغك] اللام جواب القسم [الواشى أغش] من ـ غَشَّ إذا خان [وأكذب ـ ولكننى كنت امرءا لي جانب * من الأرض فيه] أي في ذلك الجانب [مستراد] أي موضع طلب الرزق، من ـ رَادَ الْكَلَأَ [ومذهب] أي موضع ذهاب للحاجات [ملوك] أي في ذلك الجانب ملوك [وإخوان إذا ما مدحتهم * أحكم في أموالهم] أي أتصرف فيها كيف شئت [وأقرب] عندهم وأصير رفيع المرتبة [كفعلك] أي كما تفعله أنت [في قوم أراك اصطفيتهم *] وأحسنت إليهم [فلم ترهم في مدحهم لك أذنبوا(١)] أي لا تعاتبني على مدح آل جَفْنَةَ المحسنين إلىَّ والمنعمين علىَّ كما لا تعاتب قوما أحسنت إليهم فمدحوك، فكما أن مدح أولئك لا يعد ذنبا كذلك مدحى لمن أحسن إلى، وهذه الحجة على طريق التمثيل الذي يسميه الفقهاء قياسا، ويمكن رَدُّهُ إلى صورة قياس استثنائى أي لو كان مدحى لآل جفنة ذنبا لكان مدح ذلك القوم لك أيضا ذنبا، واللازم باطل فكذا الملزوم.

__________________

(١) الأبيات للنابغة الذُّبْيانِيِّ في الاعتذار إلى النعمان بن المنذر، وكان قد وشى فيه عنده فهرب منه إلى آل جفنة ملوك الشام.

ومن المذهب الكلامى أيضا:

١ـ يقولون لم يُورَثْ ولولا تُرَاثُهُ

لقد شَرِكَتْ فيه بَكِيلٌ وأرْحَبُ

٢ـ قل لمن أنكروا مَفَاخِرَ قومى

مثل ما أنكروا مَآثِرَ وُلْدِى

هل وقفتم بِقِمَّةِ الْهَرَمِ الاْكـ

ـبر يوماً فَرَيْتُمُ بعض جُهْدى

إن مجدى في الْأُولَيَاتِ عَرِيقٌ

من له مثل أُولَيَاتِى ومجدى

۵۲۰۱