إذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْض قَوْم

رَعَيْناهُ وَإنْ كَانُوا غِضَابَا

وَالثَّانِي كَقَوْلِهِ:

فَسَقى الْغَضَا وَالسَّاكِنِيهِ وَإنْ هُمُ

شَبُّوهُ بَيْنَ جَوَانِحِى وَضُلُوعِى


إذا نزل السماء بأرض قوم

رعيناه وإن كانوا غضابا(١)]

جمع غضبان، أراد بالسماء الغيث وبضميره في ـ رعيناه ـ النَّبْتَ، وكِلاَ المعنيين مَجَازِيٌّ [والثاني] وهو أن يراد بأحد ضميريه أحد المعنيين وبالضمير الآخر معناه الآخر [كقوله:

فسقى الغضا والساكنيه وإن هم

شبوه بين جوانحى وضلوعي(٢)]

أراد بأحد ضميرى الغضا أعني المجرور في ـ الساكنيه ـ المكان الذي فيه شجرة الغضا، وبالآخر أعنى المنصوب في ـ شبوه ـ النار الحاصلة من شجرة الغضا، وكلاهما مجازى.

__________________

(١) قيل إنه لِجَرِيرِ من شعراء الدولة الأموية، وقيل إنه لمعاوية بن مالك بن جعفر معوذ الحكماء.

(٢) هو لِلْبُحْتُرِيِّ، والرواية الصحيحة (بين جوانح وقلوب) لأنه من قصيدة له مطلعها:

كَمْ بالْكَثِيبِ من اعتراض كَثِيبِ

وَقَوَام غصن في الثياب رَطِيبِ

تطبيقات على الاستخدام:

١ـ حَكَى الغزالَ طَلْعَةً وَلَفْتَةً

مَنْ ذَا رآهُ مقبلاً ولا افْتَنَن

٢ـ وللغزالةِ شيءٌ من تَلَفُّتِهِ

ونورها من ضِيَاخَدَّيْهِ مُكْتَسَبُ

٣ـ أبَداً حديثى ليس بِالْ ـ

ـمَنْسوخ إلاَّ في الدفاتِر

في الأول استخدام بالتمييز، لأن ذكر الطلعة يفيد أن المراد بالغزال الشمس، وذكر اللفتة يفيد أن المراد بها المحبوب، وفي الثاني استخدام بالضمير، لأنه أراد بالغزالة الحيوان المعروف وبضمير ـ نورها ـ الغزالة بمعنى الشمس، وفي الثالث استخدام بالاستثناء، لأنه أراد بالنسخ قبله الازالة وبعده النقل، وقيل إن هذا شِبْهُ استخدام.

۵۲۰۱