وَالْأَوَّلُ مِنْ غَيْرِ الحَقِيقِيّ تَخْصِيصُ أَمْر بِصِفَة دُونَ أُخْرَى أَوْ مَكانَهَا، وَالثانِي تَخْصِيصُ صِفَة بِأَمْر دُونَ آخَرَ أَوْ مَكانَهُ، فَكُلٌّ مِنْهُمَا ضَرْبانِ، وَالْمُخَاطَبُ بِالأَوَّلِ مِنْ ضَرْبَىْ كُلّ


لبكر وخالد.

[والأول] أي قصر الموصوف على الصفة [من غير الحقيقي تخصيص أمر بصفة دون] صفة [أخرى أو مكانها] أى تخصيص أمر بصفة مكان صفة أخرى [والثاني ]أي قصر الصفة على الموصوف من غير الحقيقي [تخصيص صفة بأمر دون] أمر [آخر أو مكانه] وقوله ـ دون أخرى ـ معناه متجاوزا عن الصفة الأخرى، فإن الْمُخَاطَبَ اعتقد اشتراكه في صفتين والمتكلم يخصصه بإحداهما ويتجاوز عن الأخرى، ومعنى ـ دون ـ في الأصل أدنى مكان من الشيء، يقال ـ هذا دون ذاك ـ إذا كان أحَطَّ منه قليلا، ثم استعير للتَّفَاوُتِ في الأحوال والرُّتَبِ، ثم اتُّسِعَ فيه فاستعمل في كل تَجَاوُزِ حد إلى حد وَتَخَطِّي حكم إلى حكم، ولقائل أن يقول إن أريد بقوله ـ دون أخرى ودون آخر ـ دون صفة واحدة أخرى ودون أمر واحد آخر فقد خرج عن ذلك ما إذا اعتقد المخاطب اشتراك ما فوق الاثنين، كقولنا ـ ما زيد إلا كاتب ـ لمن اعتقده كاتبا وشاعرا وَمُنَجِّماً، وقولنا ـ ما كاتب إلا زيد ـ لمن اعتقد الكاتب زيدا وعمرا وبكرا، وإن أريد الأعم من الواحد وغيره فقد دخل في هذا التفسير القصر الحقيقى(١) وكذا الكلام على ـ مكان أخرى ومكان آخر [فكل منهما] أي فَعُلِمَ من هذا الكلام ومن استعمال لفظة أو فيه أن كل واحد من قصر الموصوف على الصفة وقصر الصفة على الموصوف [ضربان] الأول التخصيص بشيء دون شيء، والثاني التخصيص بشيء مكان شيء [والمخاطب بالأول من ضربى كل] من قصر الموصوف على الصفة وقصر

__________________

(١) قد أجيب عن ذلك باختيار الشق الثاني وأن المراد دون أخرى أو آخر على سبيل التعيين والتفصيل، وهذا بخلاف الحقيقى لأنه يُنْفَى فيه ذلك على الإطلاق.

۵۲۰۱