وَاسْمِيَّتُهَا وَفِعْليَّتُهَا وَشَرْطِيَّتُها لِمَا مَرَّ، وَظَرْفِيَّتُها لاِخْتِصارِ الْفِعْلِيَّةِ إذْ هِيَ مُقَدَّرَةٌ بالْفِعْلِ عَلَى الأَصَحّ.


وتَقْدِمَةٌ للاعلام به، فإذا قلت ـ قام ـ دخل في قلبه دخول المأنوس، وهذا أشد للثبوت وأمنع من الشبهة والشك، وبالجملة ليس الاعلام بالشيء بَغْتَةً مثل الاعلام به بعد التنبيه عليه والتقدمة، فإن ذلك يجري مجرى تأكيد الاعلام في التَّقَوِّى والأحكام، فيدخل فيه نحو ـ زيد ضربته، وزيد مررت به ـ ومما يكون المسند فيه جملة لا للسببية أو التقوى خبر ضمير الشأن، ولم يتعرض له لشهرة أمره، وكونه معلوما مما سبق، وأما صورة التخصيص نحو ـ أنا سعيت في حاجتك، ورجل جاءني ـ فهي داخلة في التَّقِّوي على ما مر(١) [واسميتها وفعليتها وشرطيتها لما مر] يعنى أن كون المسند جملة للسببية أو التقوى، وكون تلك الجملة اسمية للدوام والثبوت، وكونها فعلية للتجدد والحدوث والدلالة على أحد الأزمنة الثلاثة على أخصر وجه، وكونها شرطية للاعتبارات المختلفة الحاصلة من أدوات الشرط [وظرفيتها لاختصار الفعلية إذ هي] أي الظرفية [مقدرة بالفعل على الأصح] لأن الفعل هو الأصل في العمل، وقيل باسم الفاعل لأن الأصل في الخبر أن يكون مفردا، ورجح الأول بوقوع الظرف صلة للموصول(٢) نحو ـ الذي في الدار أخوك ـ وأجيب بأن الصلة من مَظَانِّ الجملة بخلاف الخبر، ولو قال ـ إذا الظرف مقدر بالفعل على الأصح ـ لكان أصوب، لأن ظاهر عبارته يقتضى أن الجملة الظرفية مقدرة باسم الفاعل على القول الغير الأصح، ولا يخفى فساده.

__________________

(١) من أن صورة التخصيص فيها تقوية أيضا.

(٢) فإنه في هذه الحالة يجب تقدير الفعل، لأن الصلة يجب أن تكون جملة.

۵۲۰۱