والسعاية إلى الظالم ومنع الزكاة وتأخير الحجّ عن عام الوجوب اختياراً والظهار وأكل لحم الخنزير والميتة والمحاربة بقطع الطريق والسحر، للتوعّد على ذلك كلّه، وغيره. وقيل: الذنوب كلّها كبائر (١) ونسبه الطبرسي في التفسير إلى أصحابنا (٢) مطلِقاً (٣) نظراً إلى اشتراكها في مخالفة أمر اللّٰه تعالى ونهيه، وتسمية بعضها صغيراً بالإضافة إلى ما هو أعظم منه، كالقُبلة بالإضافة إلى الزنا وإن كانت كبيرة بالإضافة إلى النظرة، وهكذا ....
﴿ والإصرار على الصغيرة ﴾ وهي ما دون الكبيرة من الذنب. والإصرار إمّا فعليّ كالمواظبة على نوع أو أنواع من الصغائر، أو حكميّ وهو العزم على فعلها ثانياً بعد وقوعه وإن لم يفعل. ولا يقدح ترك السنن إلّا أن يؤدّي إلى التهاون بها (٤) وهل هذا هو مع ذلك من الذنوب أم مخالفة المروءة؟ كل محتمل وإن كان الثاني أوجه.
﴿ وبترك المروءة ﴾ وهي التخلّق بخلق أمثاله في زمانه ومكانه، فالأكل في السوق والشرب فيها لغير سوقي إلّا إذا غلبه العطش، والمشي مكشوف الرأس بين الناس، وكثرة السخريّة والحكايات المضحكة، ولبس الفقيه لباس الجندي وغيره ممّا لا يعتاد لمثله بحيث يسخر منه، وبالعكس ونحو ذلك يسقطها. ويختلف الأمر فيها باختلاف الأحوال والأشخاص والأماكن. ولا يقدح فعل
__________________
(١) قاله جماعة، منهم: المفيد وابن إدريس، اُنظر أوائل المقالات (مصنفات المفيد) ٤:٨٣، والسرائر ٢:١١٨.
(٢) مجمع البيان ٢:٣٨ ذيل الآية ٣١ من سورة النساء.
(٣) أي غير مشير إلى تحقّق الخلاف فيها.
(٤) في (ف) و (ر) : فيها.