الذات وهو اللّٰه جلّ اسمه، بل هو الاسم الجامع. وجعل الحلف باللّٰه هو قوله: واللّٰه وباللّٰه وتاللّٰه ـ بالجرّ ـ وأيمن اللّٰه وما اقتضب منها (١).
وفيه: أنّ هذه السمات المذكورة في القسم الأوّل لا تتعلّق بالأسماء المختصّة ولا المشتركة؛ لأنّها ليست موضوعة للعلَميّة، وإنّما هي دالّة على ذاته بواسطة الأوصاف الخاصّة به، بخلاف غيرها من الأسماء، فإنّها موضوعة للاسميّة ابتداءً، فكان ما ذكروه أولى ممّا تعقّب به.
نعم لو قيل بأنّ الجميع حلف باللّٰه من غير اعتبار اسم، جمعاً بين ما ذكرناه وحقّقه ـ من أنّ اللّٰه جلّ اسمه هو الاسم الجامع ومن ثَمَّ رجعت الأسماء إليه ولم يرجع إلى شيء منها، فكان كالذات ـ كان حسناً، ويراد بأسمائه ما ينصرف إطلاقها إليه من الألفاظ الموضوعة للاسميّة وإن أمكن فيها المشاركة حقيقة أو مجازاً، كالقديم والأزلي والرحمن والربّ والخالق والبارئ والرازق.
﴿ ولا ينعقد بالموجود والقادر والعالم ﴾ والحيّ والسميع والبصير وغيرها من الأسماء المشتركة بينه وبين غيره من غير أن تغلب عليه وإن نوى بها الحلف؛ لسقوط حرمتها بالمشاركة. ﴿ ولا بأسماء المخلوقات الشريفة ﴾ كالنبيّ والأئمّة والكعبة والقرآن؛ لقوله صلىاللهعليهوآله: «من كان حالفاً فليحلف باللّٰه، أو يذر» (٢).
﴿ وإتباع مشيئة اللّٰه تعالى ﴾ لليمين ﴿ يمنع الانعقاد ﴾ وإن عُلمت مشيئته لمتعلّقه ـ كالواجب والمندوب على الأشهر ـ مع اتّصالها به عادة ونطقه بها ولا يقدح التنفّس والسعال، وقصده إليها عند النطق بها وإن انتفت عند اليمين، دون
__________________
(١) الدروس ٢:١٦١ و ١٦٢.
(٢) عوالي اللآلئ ١:٤٤٥، الحديث ١٦٨، وفيه: أو ليذر.