والكلام فيها يقع من حيث السند تارةً ومن ناحية الدلالة اخرى :
أمّا السند : فقد رواها في الكافي بإسناده عن عمرو ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، ورواها الشيخ في التهذيب عن الكافي ، عن عمرو بن أبي نصر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
ويظهر من صاحب الوسائل أنّ بعض نسخ التهذيب مطابق لما في الكافي ، حيث إنّه قدسسره روى هذه الرواية أوّلاً عن الكافي ، ثمّ عقّبها برواية أُخرى عنه ثمّ قال ما لفظه : ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب وكذا الذي قبله. فيظهر من ذلك أنّ نسخ التهذيب مختلفة.
وكيفما كان ، فإن كان الراوي عمرو بن أبي نصر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام كما في أكثر نسخ التهذيب فهو ثقة ، فإنّه هو مولى السكوني واسمه زيد أو زياد ، وقد وثّقه النجاشي صريحاً (١). وإن كان شخصاً آخر يروي عن أبي بصير كما في الكافي فهو مجهول الحال. وحيث إنّ الأصل في الرواية هو الكافي إذ الشيخ يرويها عنه كما سمعت ولم يعلم من هو عمرو الراوي عن أبي بصير فلا جرم تكون الرواية محكومة بالضعف.
هذا ، ومن العجيب توصيف الرواية ب : ما أورده الشيخ في الصحيح ، كما عن صاحب المدارك (٢) ، وكأنّه قدسسره قصر النظر على التهذيب ولم يراجع الكافي.
وأعجب منه توصيفها بصحيح أبي بصير كما في المستمسك (٣) ، فإنّه إنّما يعبّر
__________________
(١) رجال النجاشي : ٢٩٠ / ٧٧٨.
(٢) المدارك ٥ : ٢١٧.
(٣) مستمسك العروة ٩ : ٢٥١.