عن كتب يونس ، والظاهر من ذلك أنّ له مناقشة في خصوص رواياته عن كتب يونس ، وتبعه على ذلك الصدوق الذي يصرّح هو بنفسه أنّه يتبع في التصحيح والتضعيف شيخه ابن الوليد ، ولأجل ذلك لم يرو الصدوق في الفقيه ولا رواية واحدة عن العبيدي عن يونس ، لأنّ شيخه لم يسمح بذلك ، ومع ذلك تراه يروي في الفقيه عن العبيدي عن غير يونس في موارد كثيرة تبلغ نيفاً وثلاثين مورداً ، وكذلك ابن الوليد بنفسه فإنّه يروي عن العبيدي عن غير يونس ، فيعلم من ذلك بوضوح أنّ ابن الوليد لا يناقش في محمّد بن عيسى العبيدي بنفسه ولا يضعّفه ، بل كان في نظره خصوصيّة لما يرويه عن كتب يونس ، وهذا اجتهاد منه لا يلزمنا متابعته فيه كما لا يخفى.
وأمّا تضعيف الشيخ فهو أيضاً ليس بشيء ، إذ هو مبني حسبما يظهر من الفهرست على تخيّله أنّ ابن الوليد والصدوق ضعّفاه ، وإلّا فهو لم يذكر وجهاً آخر لضعفه غير ذلك ، وهذا أيضاً اجتهادٌ منه.
إذن فما تسالم عليه الأصحاب كما ذكره النجاشي من وثاقة الرجل وما ذكره الفضل بن شاذّان من المدح البليغ هو المتّبع. وعليه ، فالرواية معتبرة ويحكم بمقتضاها بكفاية اللبن ، بل وكفاية مطلق ما يغذّي الإنسان عياله المعبّر عنه بالقوت الغالب.
ثمّ إنّ الأجناس الأربعة التي ذكرنا أنّه لا كلام في الاجتزاء بها ، لم ترد مجتمعة ولا في رواية واحدة معتبرة بحيث تدلّ على الانحصار فيها ، فإنّ الروايات الواردة في ذلك :
إحداهما : صحيحة سعد بن سعد الأشعري : عن الفطرة كم يدفع عن كلّ رأس من الحنطة والشعير والتمر والزبيب؟ «قال : صاع بصاع النبيّ صلىاللهعليهوآله» (١).
__________________
(١) الوسائل ٩ : ٣٣٢ / أبواب زكاة الفطرة ب ٦ ح ١.