من النسب »(١) وقول الباقر عليهالسلام في صحيحة زرارة : «هو من كلّ ذي محرم : اُمّاً أو اُختاً (٢) أو عمّة أو خالة» ... الحديث (٣) و «كلّ» من ألفاظ العموم يشمل المحرَّمة (٤) رضاعاً ، و «من» في الخبر (٥) تعليليّة ، مثلها في قوله تعالى : (مِمّٰا خَطِيئٰاتِهِمْ أُغْرِقُوا) (٦) وقوله : «ويُغضىٰ من مهابته» (٧) أو بمعنى الباء ، مثلها في قوله تعالى : (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) (٨) والتقدير : يحرم لأجل الرضاع أو بسببه ما يحرم لأجل النسب أو بسببه ، والتحريم في الظهار بسبب النسب ثابت في الجملة إجماعاً ، فيثبت بسبب الرضاع كذلك. وحينئذٍ فيندفع ما قيل : من أنّ الظهار سببه التشبيه بالنسب لا نفس النسب ، فلا يلزم من كون التشبيه بالنسب سبباً في التحريم كونُ التشبيه بالرضاع سبباً فيه (٩)
__________________
(١) الوسائل ١٤ : ٢٨٠ ، الباب الأوّل من أبواب ما يحرم بالرضاع ، الحديث الأوّل.
(٢) في (ع) : اُمّاً واُختاً ، وفي (ش) : اُمّاً اُختاً. وفي الكافي والتهذيب : اُمٍّ أو اُختٍ ، وفي الوسائل : من اُمٍّ أو اُخت.
(٣) الوسائل ١٥ : ٥١١ ، الباب ٤ من كتاب الظهار ، الحديث الأوّل.
(٤) في (ش) : المحرّمات.
(٥) أي الخبر النبويّ «يحرم من الرضاع ...».
(٦) نوح : ٢٥.
(٧) جملة من أحد أبيات القصيدة المشهورة للفرزدق في مدح الإمام السجّاد عليهالسلام أمام هشام ابن عبد الملك في موسم الحجّ وتمام البيت :
يغضي حياءً ويُغضىٰ من مهابته
فما يكلّم إلّاحين يبتسمُ
إرشاد المفيد ٢ : ١٥١.
(٨) الشورى : ٤٥.
(٩) قاله فخر المحقّقين في الإيضاح ٣ : ٤٠٩.