أمّا في العجب المتأخر فظاهر جدّاً ، لما تقدّم في الرياء اللاّحق من عدم تأثيره في السابق ، إذ الشيء لا ينقلب عمّا وقع عليه.
وأمّا في المقارن ، فلأجل أنّ العجب فعل نفساني ، والصلاة عمل خارجي فلا اتحاد بينهما ليسري الفساد منه إليها ، ولا دليل على بطلان الصلاة المقرونة بذلك بعد صدورها عن نيّة خالصة كما هو المفروض ، وعدم خلل في شيء مما يعتبر فيها.
فالصحة إذن مطابقة لمقتضى القاعدة. مضافاً إلى معتبرة يونس بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « قيل له وأنا حاضر : الرجل يكون في صلاته خالياً فيدخله العجب ، فقال : إذا كان أوّل صلاته بنية يريد بها ربّه فلا يضرّه ما دخله بعد ذلك فليمض في صلاته وليخسأ الشيطان » (١) فإنّ الراوي لم يذكر في كتب الرجال ، لكنّه موجود في أسناد كامل الزيارات (٢).
نعم ، ربّما يستفاد الفساد مما رواه في الكافي بإسناده عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : « سألته عن العجب الذي يفسد العمل ، فقال : العجب درجات : منها : أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ويحسب أنّه يحسن صنعاً ، ومنها : أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ على الله عزّ وجلّ ، ولله عليه فيه المنّ » (٣).
فإنّ السند صحيح ، إذ الظاهر أنّ المراد بالراوي هو علي بن سويد السائي الذي وثّقه الشيخ (٤) من غير معارض ، وقد دلّت على أنّ مفسديّة العجب في
__________________
(١) الوسائل ١ : ١٠٧ / أبواب مقدمة العبادات ب ٢٤ ح ٣.
(٢) لكنّه لم يكن من مشايخ ابن قولويه بلا واسطة ، فلا يشمله التوثيق.
(٣) الوسائل ١ : ١٠٠ / أبواب مقدمة العبادات ب ٢٣ ح ٥ ، الكافي ٢ : ٣١٣ / ٣.
(٤) رجال الطوسي : ٣٥٩ / ٥٣٢٠.