[١٥٣٢] مسألة ٤٠ : يجب أن يعلم حركة آخر الكلمة إذا أراد أن يقرأها بالوصل بما بعدها (١) مثلاً إذا أراد أن لا يقف على ﴿ الْعالَمِينَ ﴾ ويصلها بقوله ﴿ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾ يجب أن يعلم أنّ النون مفتوح وهكذا. نعم ، إذا كان يقف على كل آية لا يجب عليه أن يعلم حركة آخر الكلمة.
[١٥٣٣] مسألة ٤١ : لا يجب أن يعرف مخارج الحروف (٢) على طبق ما ذكره علماء التجويد ، بل يكفي إخراجها منها وإن لم يلتفت إليها ، بل لا يلزم إخراج الحرف من تلك المخارج ، بل المدار صدق التلفظ بذلك الحرف وإن
من ادباء العرب لا يلتزمون بذلك في محاوراتهم ، فلا يعدّ ذلك عيباً في الكلام ولا لحناً أو خروجاً عن قانون اللغة أو القواعد العربية. نعم ، ربما يعدّ ذلك نقصاً في مقام الخطابة ، أو نظم الشعر ، إلاّ أنّ اعتباره في صحة الكلام العربي بمثابة يورث الإخلال به اللحن ممنوع ، ولو شكّ فيه فمقتضى الأصل البراءة عن مانعية كل منهما. وقد تقدم (١) في بحث الأذان جواز الوصل بالسكون كما هو المتعارف ، فلا يقاس المقام بهمزتي الوصل والقطع كما لا يخفى ، إلاّ أنّ الأحوط والأولى مع ذلك تركهما.
(١) إحرازاً للصحة ، وحذراً عن الوقوع في الغلط المحتمل ، كما هو الشأن في وجوب التعلم كلية ، نعم لا يجب التعلم لو أراد الوقف ، لعدم كونه واجباً نفسياً بل طريق لإحراز الصحيح ، فلا حاجة إليه بعد التمكن من الطريق الآخر.
(٢) غير خفي أنّ أكثر العرب لا يعرفون المخارج على ما هي عليه ممّا ذكره علماء التجويد ، بل لا يعرفها إلاّ أقل القليل منهم ، وإنّما يتكلمون على رسلهم وبمقتضى طبعهم ، وكذا الحال عند غير العرب ، غايته أنّ المخارج عند العرب أكثر.
__________________
(١) [ لم نجد تصريحاً بذلك فيما تقدّم ].