الشهيد (١) محمّد بن مكّي ، أعلى اللّٰه درجته ، كما شرّف خاتمته.
جعلتها جاريةً له مجرى الشرح الفاتح لمغلقه ، والمقيِّد لمطلقه ، والمتمِّم لفوائده ، والمهذِّب لقواعده ، ينتفع به المبتدئ ، ويستمدّ منه المتوسّط والمنتهي ، تقرّبت بوضعه إلى ربّ الأرباب ، وأجبت به ملتمس بعض فضلاء الأصحاب ـ أيّدهم اللّٰه تعالى بمعونته ، ووفّقهم لطاعته ـ اقتصرت فيه على بَحْت (٢) الفوائد ، وجعلتهما ككتابٍ واحد ، وسمّيته : «الروضة البهيّة في شرح اللُمعة الدمشقيّة» سائلاً من اللّٰه جلّ اسمه أن يكتبه في صحائف الحسنات ، وأن يجعله وسيلةً إلى رفع الدرجات ، ويُقرنه برضاه ، ويجعله خالصاً من شَوْب سواه ، فهو حسبي ونعم الوكيل.
قال المصنّف ـ قدّس اللّٰه لطيفه (٣) وأجزل تشريفه ـ :
﴿ بسم اللّٰه الرحمن الرحيم ﴾ «الباء» للملابسة ، والظرف مستقرٌّ حالٌ من ضمير «أبتدئ الكتاب» ، كما في «دخلتُ عليه بثياب السفر» أو للاستعانة والظرف لغوٌ (٤) كما في «كتبتُ بالقلم» والأوّل أدخل في التعظيم ، والثاني لتمام
____________________
(١) لم يرد «الشهيد» في (ع) وفي نسخة بدل (ش) : الشيخ.
(٢) البَحْت : الصِرف.
(٣) أي : طهّر روحه.
(٤) الظرف المستقرّ ـ بفتح القاف ـ ما كان متعلّقه عامّاً واجب الحذف ، كالواقع خبراً أو صفة أو صلة أو حالاً ، سُمّي بذلك لاستقرار الضمير فيه ، والأصل «مستقرّ فيه» حُذف «فيه» تخفيفاً ، أو لتعلّقه بالاستقرار العامّ. واللغو ما كان متعلّقه خاصّاً سواء ذُكر أم حُذف ، سُمّي بذلك لكونه فارغاً من الضمير فهو لغو؛ كذا ذكره جماعة من النحاة. وبذلك يظهر الفرق بين جعل الباء للملابسة والاستعانة؛ لأنّ متعلَّق الأوّل عامّ واجب الحذف ، لكونه حالاً ، والثاني خاصّ غير متعيّن للحاليّة ، كما في مثال الكتابة. (منه رحمهالله).