اليهود والنصارى ولم يجب في هذا» (١).
وهي كصحيحة جميل خاصّة بالمأموم وبعد الفاتحة. ويظهر من الجواهر (٢) أنّ الجملة الأخيرة من زيادة صاحب الوسائل.
وكيف ما كان ، فيستشعر من السكوت والاعراض عن الجواب والتعرّض للتفسير الظاهر في ابتنائه على التقيّة عدم الجواز ، إذ لو كان جائزاً لصرّح به ، ولم يكن وجه لما ذكر كما أشار إليه في الوسائل.
بل احتمل في الجواهر (٣) أن يكون قوله : «هم اليهود والنصارى» هو الجواب إيعازاً إلى أنّ هذا من عملهم عند تلاوة إمامهم في صلاتهم ، وتشنيعاً على العامّة المقتفين لأثرهم وإن لم يفهمه السائل وتخيّل أنّ هذا تفسير للآية لا جواب عن سؤاله ، فتكون الدلالة على المنع أظهر.
وربّما تعارض هذه النصوص بصحيحة أُخرى لجميل ظاهرة في الجواز ويجمع بينها بالحمل على الكراهة ، قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الناس في الصلاة جماعة حين يقرأ فاتحة الكتاب : آمين ، قال : ما أحسنها واخفض الصوت بها» (٤).
بناءً على أنّ كلمة «ما» للتعجّب ، وأنّ قوله : «واخفض» إلخ ، أمر من الإمام عليهالسلام بخفض الصوت لدى التأمين ، ولعلّها هي المستند لمن خصّ الجواز بالاسرار.
وأمّا بناءً على كون الكلمة نافية وأنّ قوله : «واخفض ...» إلخ ، من كلام
__________________
(١) الوسائل ٦ : ٦٧ / أبواب القراءة في الصلاة ب ١٧ ح ٢.
(٢) ، (٣) الجواهر ١٠ : ٤.
(٤) الوسائل ٦ : ٦٨ / أبواب القراءة في الصلاة ب ١٧ ح ٥.