أفضل الأعمال في الصلاة ، وإن كان ذكر ميتاً له فصلاته فاسدة» (١).
وأُخرى : بمرسلة الصدوق قال : «وروى أنّ البكاء على الميت يقطع الصلاة والبكاء لذكر الجنّة والنّار من أفضل الأعمال في الصلاة» (٢). ولا يبعد أن تشير المرسلة إلى الرواية الأُولى لاتِّحاد مضمونهما.
وعلى أيّ حال فلا عبرة بها حتّى لو كانت رواية مستقلّة لمكان الإرسال والمستند إنّما هي الرواية الأُولى ، غير أنّها ضعيفة السند ، لمكان أبي حنيفة المعلوم حاله. على أنّ الراوي عنه وهو النعمان بن عبد السلام لم تثبت وثاقته.
ودعوى انجبار ضعفها بعمل المشهور ممنوعة صغرى وكبرى. أمّا الثانية فواضحة ، وأمّا الاولى فلأن هذه الشهرة على ما يظهر من الحدائق (٣) إنّما حصلت بعد زمن الشيخ للتبعية له في فتاواه ومن ثمّ سموا بالمقلدة ، والشهرة الجابرة هي الحاصلة بين القدماء لا المتأخِّرين. وعلى الجملة : فلا نص يعوّل عليه لإثبات البطلان.
وأمّا الاستدلال له بكونه من الفعل الكثير فهو كما ترى ، لعدم الملازمة بينهما ، ومع حصوله فالبطلان لأجله لا لأجل البكاء بعنوانه كما هو المدّعى. فلم ينهض دليل على البطلان ، ومن ثمّ استشكل فيه المحقِّق الأردبيلي (٤) ، وتبعه صاحب المدارك (٥). إذن فالحكم مبني على الاحتياط.
__________________
(١) الوسائل ٧ : ٢٤٧ / أبواب قواطع الصلاة ب ٥ ح ٤.
(٢) الوسائل ٧ : ٢٤٧ / أبواب قواطع الصلاة ب ٥ ح ٢ ، الفقيه ١ : ٢٠٨ / ٩٤١.
(٣) الحدائق ٩ : ٥٠.
(٤) مجمع الفائدة والبرهان ٣ : ٧٣.
(٥) المدارك ٣ : ٤٦٦.