بل وغير المشتمل عليه على الأحوط (١)
(١) قد عرفت انحصار المستند في رواية أبي حنيفة الضعيفة ، وعليه فان لم نقل بالانجبار كما هو المختار فلا دليل على البطلان حتّى في المشتمل على الصوت فضلاً عن غير المشتمل.
وإن قلنا به كما عليه المشهور فالوارد في الخبر كلمة «البكاء» ممدودة والمعروف عند أهل اللّغة (١) أنّها اسم للصوت مع الدمع ، في قبال المقصورة التي هي اسم للدمع بلا صوت. وعليه فيختص البطلان بما اشتمل على الصوت.
ودعوى عدم ثبوت كون المذكور في الخبر هو الممدود ، كدعوى عدم ثبوت ما هو المنقول عن اللّغة وجواز كون الكلمة اسماً لمطلق الدمع وإن خلت عن الصوت مدفوعة : أمّا الأُولى ، فباطباق النسخ الصحيحة على ضبط الكلمة ممدودة. على أنّ مجرّد الاحتمال كاف في لزوم الاقتصار على المقدار المتيقن والرجوع فيما عداه وهو الخالي عن الصوت إلى أصالة البراءة.
ومنه تعرف ما في الدعوى الثانية ، إذ غايتها أن يكون من إجمال المفهوم ودورانه بين الأقل والأكثر الّذي مقتضاه أيضاً لزوم الاقتصار على المقدار المتيقن.
وأمّا ما يظهر من الحدائق (٢) من أنّ البحث عن اللّغة أو عن كيفية ضبط الكلمة قليل الجدوى ، إذ المذكور في الخبر كلمة «بكى» بصيغة الماضي وهي مشتقّة من الجامع بين الممدود والمقصور على ما هو الصواب من أنّ الأفعال مشتقّة ممّا تشتق منه المصادر لا من نفس المصادر ، فهي صادقة عليهما وشاملة لواجد الصوت وفاقده.
__________________
(١) الصحاح ٦ : ٢٢٨٤ ، مجمع البحرين ١ : ٥٩.
(٢) الحدائق ٩ : ٥١.