جهة الإرسال ظاهر. نعم ، رواها في هدايته عن الصادق عليهالسلام (١) وقد عرفت أنّ الكافي روى هذه الرواية بعينها عن القداح عن الصادق عليهالسلام مسنداً ، فلا تكون هذه رواية أُخرى مغايرة لها ، بل هي بعينها ولكن الصدوق أرسلها ولم يسندها. نعم ، لو كان الصحيح هو ما ذكره في الفقيه من كون الرواية علوية كانت هي رواية أُخرى مرسلة ضعيفة ، وإن كان ظاهر تعبير الصدوق بأنّه قال أمير المؤمنين عليهالسلام هو علمه بصدوره منه عليهالسلام لكنّه غير مجد بالنسبة إلينا كما لا يخفى.
وأمّا رواية ابن شهرآشوب فهي ما رواه في مناقبه عن أبي حازم قال : «سئل علي بن الحسين عليهالسلام ما افتتاح الصلاة؟ قال : التكبير قال : ما تحليلها؟ قال : التسليم» (٢) وهي أيضاً ضعيفة من جهة الإرسال.
وأمّا الروايات الخمس الباقية ، فإحداها : ما رواه في العلل وعيون الأخبار بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرِّضا عليهالسلام «قال : إنّما جعل التسليم تحليل الصلاة ولم يجعل بدلها تكبيراً أو تسبيحاً أو ضرباً آخر ، لأنّه لما كان الدخول في الصلاة تحريم الكلام للمخلوقين والتوجه إلى الخالق ، كان تحليلها كلام المخلوقين والانتقال عنها وابتداء المخلوقين في الكلام أوّلاً بالتسليم» (٣) وجه الضعف ما عرفت مراراً من أنّ طريق الصدوق في العلل والعيون ضعيف كما ذكر ذلك صاحب الوسائل في آخر كتابه في ضمن فوائد فلاحظ (٤) ، ولكن
__________________
(١) الهداية : ١٣٣.
(٢) المستدرك ٥ : ٢١ / أبواب التسليم ب ١ ح ١ ، المناقب ٤ : ١٤٣.
(٣) الوسائل ٦ : ٤١٧ / أبواب التسليم ب ١ ح ١٠ ، علل الشرائع : ٢٦٢ / ٩ ، عيون أخبار الرِّضا ٢ : ١٠٨.
(٤) الوسائل ٣٠ : ١٢١.