ثمّ بادر بركبتيك إلى الأرض قبل يديك وابسط يديك بسطاً واتك عليهما ثمّ قم فانّ ذلك وقار المؤمن الخاشع لربّه ولا تطيش من سجودك مبادراً إلى القيام كما يطيش هؤلاء الأقشاب في صلاتهم» (١).
والظاهر أنّ الرواية صحيحة السند ، فان زيداً موجود في أسانيد كامل الزيارات وإن لم يوثق صريحاً في كتب الرِّجال ، وأمّا كتابه فلم يرو عنه محمّد ابن علي بن بابويه ، وقال لم يروه محمّد بن الحسن بن الوليد ، وكان يقول وضعه محمّد بن موسى السمان الهمداني (٢) ، ولكن ابن الغضائري وكذا من تأخّر عنه خطأ ابن الوليد في نسبة الوضع وقال هذا غلط فإنِّي رأيت كتابه مسموعاً من محمّد بن أبي عمير (٣) ، وقال الشيخ أيضاً إنّ كتابه رواه عنه ابن أبي عمير (٤) وكذا النجاشي اعتمد على كتابه وقال : رواه جماعة منهم ابن أبي عمير (٥). فالظاهر أنّ نسبة الوضع في غير محلها ، ولم يعلم أنّ ابن الوليد بأيّ استناد حكم بالوضع ، ولو سلّم فمن أين علم أنّ الواضع هو محمّد بن موسى مع أنّ الكتاب مروي عنه بطريق ابن أبي عمير كما سمعت ولم يكن في الطريق هذا الرجل ، فلعل الواضع شخص آخر.
وكيف ما كان ، فلا ينبغي التشكيك في صحّة السند ، لكن الدلالة قاصرة لمكان التعليل المذكور في الذيل من كونه من وقار الصلاة الكاشف عن الاستحباب.
__________________
(١) المستدرك ٤ : ٤٥٦ / أبواب السجود ب ٥ ح ٢.
(٢) الفهرست : ٧١ / ٢٩٠ ، الخلاصة : ٣٤٧ / ١٣٧٧.
(٣) الخلاصة : ٣٤٧ / ١٣٧٧.
(٤) الفهرست : ٧١ / ٢٩٠.
(٥) رجال النجاشي : ١٧٤ / ٤٦٠.