مقتضي لاستعمال اللفظ فيه.
وعليه فقصد ذاك العنوان في مقام التلفظ مرجعه إلى الحكاية عن ذاك الطبيعي بإيجاد فرد آخر مشابه للفرد الأوّل الذي نزل على قلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو صدر عن الشاعر أو المتكلم ، فكما أنّ قراءة شعر المتنبّي أو قصيدة امرئ القيس عبارة عن إيجاد فرد من تلك الألفاظ المنسّقة على النهج الخاص المماثل لما صدر منه بقصد الحكاية عن الطبيعي ، فكذا في القرآن.
ونظير المقام ما لو سألك أحد عن العصفور مثلاً وأنّه أيّ شيء ، ولم يره طيلة عمره ، فأخذت عصفوراً بيدك وأريته وقلت هذا العصفور ، فإنّك قصدت بذلك إراءة الطبيعي الذي وضع له هذا اللفظ باراءة هذا الفرد ، فقد حكيت عن الطبيعي باراءة المصداق ، لا أنّ لفظ العصفور موضوع لفرد معيّن وقد أريته باراءة هذا الفرد.
وعلى الجملة : فلا نعقل لقصد القرآنية معنى آخر وراء هذا ، وليس ذلك من استعمال اللفظ في اللفظ لعدم خصوصية فيه ، وإنّما هو حكاية عن الطبيعي بإيجاد الفرد المماثل كما عرفت ، هذا.
ومن المعلوم أنّ الحكاية عن ذاك الطبيعي بالإضافة إلى قصد المعنى من خبر أو إنشاء تكون لا بشرط ، سواء فسّرنا الإنشاء بإيجاد المعنى باللفظ كما عليه القوم ، أو بمعنى آخر ، إذ لم تتقيد بعدمه بالضرورة ، فإذا اقترنت الحكاية المزبورة بقصد المعنى كان هناك استعمال للفظ في معناه زائداً على الحكاية ، وإلاّ فهي حكاية صرفة وليست من الاستعمال في شيء.
وعليه فلا مانع من أداء المقاصد بالحكاية عن القرآن كغيره من شعر ونحوه سواء أكانت خبرية كما لو أردت الاخبار عن مجيء رجل من أقصى البلد فقلت جاء رجل من أقصى المدينة ، أم كانت إنشائية كما لو أردت إنشاء الحمد أو