الجنوب والمشرق أو المغرب.
﴿ و ﴾ جعلُ ﴿ سُهيل ﴾ أوّل طلوعه ـ وهو بروزه عن الاُفق ـ ﴿ بين العينين ﴾ لا مطلق كونه ، ولا غاية ارتفاعه؛ لأنّه في غاية الارتفاع يكون مُسامِتاً للجنوب؛ لأنّ غاية ارتفاع كلِّ كوكبٍ يكون على دائرة نصف النهار المسامتة له كما سلف (١).
﴿ وللمغرب ﴾ والمراد به بعض المغرب (٢) ـ كالحبشة والنوبة ـ لا المغرب المشهور (٣) ﴿ جعل الثُريّا (٤) والعَيُّوق (٥) ﴾ عند طلوعهما ﴿ على يمينه وشماله ﴾ الثُريّا على اليمين والعيُّوق على اليسار.
وأمّا المغرب المشهور فقبلته تقرب من نقطة المشرق وبعضُها يميل عنه نحو الجنوب يسيراً.
﴿ واليمن مقابل * الشام ﴾ ولازم المقابلة : أنّ أهل اليمن يجعلون سُهيلاً طالعاً بين الكتفين مقابلَ جعلِ الشامي له بين العينين ، وأ نّهم يجعلون الجَدي مُحاذياً لاُذنهم اليمنى ، بحيث يكون مقابلاً للمَنكِب الأيسر ، فإنّ مقابله يكون إلى
____________________
(١) في الصفحة ١٥٩.
(٢) في (ش) : الغرب.
(٣) قال الفاضل الإصفهاني : كقرطُبة وزَويلة وتونس وقيروان وطرابلس الغرب ، المناهج السويّة : ٢٩.
(٤) هو تصغير «الثروى» تأنيث الثروان الّذي هو كثير المال ، سُمّي به لكثرة كواكبه ، المصدر السابق.
(٥) بالتشديد ، نجمٌ أحمر مُضيء في طرف المجرّة يتلو الثريّا ويبعد عنها إلى جهة الشمال ، المصدر السابق.
(*) في (ق) : تُقابل.