الأعظم ، أفضل علماء العالم ، سيّد فضلاء بني آدم ، مولانا شمس الحقّ والدين محمّد بن مكّي بن محمّد بن حامد أدام اللّٰه أيّامه» (١). وقال فيه أيضاً : «استفدت منه أكثر ممّا استفاد منّي» (٢). وفخر الدين بمكانته العلميّة وورعه وتقواه لا يقول جزافاً.
امتاز الشهيد الأوّل بدقّة نظره وعمقه ، وإحاطته بالفروع الفقهيّة ومصادرها من الكتاب والسنّة ، وتركيزه في كتبه الفقهيّة على الفقه الإمامي رغم إحاطته الكاملة بفقه سائر المذاهب الإسلاميّة.
ومن مميّزاته أيضاً تدوين كتاب «القواعد والفوائد» لاشتماله على كثير من القواعد الفقهيّة ، والاُصوليّة ، وقواعد اللغة ، وقد أشار إليه في إجازته لابن الخازن بقوله : «لم يعمل للأصحاب مثله» (٣) ، وحذا حذوه تلميذه الفاضل المقداد فنظمه وسمّاه ب «نضد القواعد الفقهيّة» ؛ والشهيد الثاني فأ لّف «تمهيد القواعد» ، ثمّ هكذا من تأخّر عنهم.
وتخرّج عليه جماعة من العلماء والفقهاء متأثّرين بمنهجه في بحوثه الفقهيّة.
ولم يقتصر تفوّقه على الفقه والاُصول ، بل امتدّ إلى سائر حقول المعرفة الإسلاميّة والأدبيّة ، كما يظهر لمن تتبّع ذلك في تأليفاته.
واعترف بفضله وتفوّقه كلّ من ترجم له ، فقال عنه أحد مشايخه من العامّة ، وهو شمس الدين الجزري : «شيخ الشيعة والمجتهد في مذهبهم ... وإمام في الفقه ،
____________________
(١) البحار ١٠٧ : ١٧٨.
(٢) حياة الإمام الشهيد الأوّل : ٣٨.
(٣) البحار ١٠٧ : ١٨٧.