من كتاب محمّد بن علي بن محبوب بسنده عن مصدّق عن عمار قال : «سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الرجل إذا قرأ العزائم كيف يصنع؟ قال : ليس فيها تكبير إذا سجدت ولا إذا قمت» (١) حيث تضمّنت صريحاً نفي التكبير قبل السجود وبعده.
ومن هنا حمل المشهور الأمر الوارد في تلك النصوص على الاستحباب جمعاً بينها وبين هذه الرواية كما هو مقتضى الصناعة في نظائر المقام.
ولكنّه لا يتم ، لضعف الرواية من أجل علي بن خالد الواقع في السند فإنّه لم يوثق ، وأمّا التضعيف من أجل جهالة طريق ابن إدريس إلى أرباب المجامع والكتب كما سبق منّا مراراً ، فهو وإن كان وجيهاً ولا يجدي اعتماده على القرائن القطعية بناءً منه على عدم العمل بأخبار الآحاد ، إذ هو لا يستوجب القطع بالإضافة إلينا ، سيّما بعد ما نشاهده من اشتمال كتاب السرائر على خبط وتشويش فتراه ينقل عن رأو ثمّ عمّن هو متقدِّم عليه بكثير بحيث يمتنع روايته عنه ـ إلّا أنّه يستثني من ذلك خصوص ما يرويه عن كتاب محمّد بن علي بن محبوب الّذي يروي عنه هذه الرواية فإنّ طريقه إليه صحيح ، لتصريحه في السرائر بأنّ ما يرويه عن هذا الكتاب قد وجده بخطّ الشيخ قدسسره (٢) إذ من المعلوم قرب عهده بعصر الشيخ بما لا يزيد على مائة سنة ، وواضح أنّ خط الشيخ وهو شيخ الطائفة حقّا ومن رؤساء المذهب المعروفين المشهورين كان يعرفه كل من قارب عصره ولم يكن معرضاً للاختفاء والالتباس ، إذن فيطمئن عادة بأنّ الخط الّذي رآه كان خطّه بنفسه ، وحيث إنّ طريقه إلى ابن
__________________
(١) الوسائل ٦ : ٢٤٦ / أبواب قراءة القرآن ب ٤٦ ح ٣ ، السرائر ٣ (المستطرفات) : ٦٠٥.
(٢) السرائر ٣ (المستطرفات) : ٦٠١.