التدارك ، فلا يشمله الحديث إلّا إذا كان التذكر بعد فعل المنافي ، فإنّه لا مناص حينئذ من الحكم بالبطلان كما هو ظاهر ، هذا.
وربّما يستدل للبطلان برواية معلّى بن خنيس قال : «سألت أبا الحسن الماضي عليهالسلام في الرجل ينسى السجدة من صلاته ، قال : إذا ذكرها قبل ركوعه سجدها وبنى على صلاته ، ثمّ سجد سجدتي السهو بعد انصرافه ، وإن ذكرها بعد ركوعه أعاد الصلاة ، ونسيان السجدة في الأوّلتين والأخيرتين سواء» (١) فانّ المراد بالسجدة في موضوع هذه الرواية ليس الواحدة بلا ريب ، إذ لا تعاد الصلاة منها قطعاً نصّاً وفتوى ، وقد تضمّنت إعادتها لو كان التذكر بعد الركوع ، بل المراد طبيعي السجدة الواجبة في الصلاة ، أعني الثنتين ، وقد حكم عليهالسلام أنّ نسيانها في الأوّلتين والأخيرتين سواء.
وفيه : أنّ الرواية ضعيفة السند وغير قابلة للاعتماد من وجوه أمّا أوّلاً : فللإرسال.
وأمّا ثانياً : فلعدم توثيق معلى بن خنيس ، بل قد ضعّفه النجاشي صريحاً (٢) وكذا ابن الغضائري (٣) ، ولا دلالة في شهادة الصادق عليهالسلام بعد مقتله بأنّه من أهل الجنّة كما ورد في بعض الروايات المعتبرة (٤) على وثاقته حين روايته ، لجواز أن يكون السبب في دخوله الجنّة قتله في سبيل الحق وموالاة أهل البيت ، وبذله تلك الأموال الخطيرة في حبّهم عليهمالسلام ، فقد ورد أنّ داود بن علي لمّا عزم على قتله قال له معلى : أخرجني إلى الناس فإنّ لي دَيناً
__________________
(١) الوسائل ٦ : ٣٦٦ / أبواب السجود ب ١٤ ح ٥.
(٢) رجال النجاشي : ٤١٧ / ١١١٤.
(٣) الخلاصة : ٤٠٨ / ١٦٥٢.
(٤) رجال الكشي : ٣٧٦ / ٧٠٧.