«لا تفعل ذلك» فأيّ تقرير بعد هذا المنع الصريح كي يبحث عن أنّ متعلّقه الجواز أو الوجوب.
وعلى الجملة : لا إشعار في الرواية فضلاً عن الدلالة على تقرير زعمه لا جوازاً ولا وجوباً ، إذ لا تعرّض فيها لبيان الوظيفة عند العجز عن الحفر بوجه.
الرابع : موثقة إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث قال «قلت له : رجل بين عينيه قرحة لا يستطيع أن يسجد ، قال : يسجد ما بين طرف شعره ، فان لم يقدر سجد على حاجبه الأيمن ، قال : فان لم يقدر فعلى حاجبه الأيسر ، فان لم يقدر فعلى ذقنه. قلت : على ذقنه؟ قال : نعم ، أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ ﴿يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً﴾» (١).
والكلام فيها يقع تارة : من حيث السند وأُخرى من ناحية الدلالة.
أمّا السند ، فالظاهر أنّه موثق ، فان صباح الواقع في هذا الخبر مردّد بين ثلاثة من المعروفين بهذا الاسم وهم صباح بن صبيح الحذّاء ، وصباح بن يحيى المزني ، وصباح بن موسى الساباطي أخو عمار ، وكلّهم موثقون ولا يحتمل إرادة غيرهم كما لا يخفى.
هذا ، وقد أورد صاحب الوسائل صدر هذا الحديث في موضع آخر (٢) ، وذكر هناك «عن أبي الصباح» بدلاً عن «الصباح» الّذي ذكره في المقام وهو أبو الصباح الكناني الثقة. فالرجل موثق على جميع التقادير ، فالرواية صحيحة السند وباعتبار إسحاق بن عمار الفطحي موثقة.
وأمّا من حيث الدلالة ، فهي كما ترى قاصرة ، إذ المذكور فيها الحاجب دون
__________________
(١) الوسائل ٦ : ٣٦٠ / أبواب السجود ب ١٢ ح ٣.
(٢) الوسائل ٦ : ٩٨ / أبواب القراءة في الصلاة ب ٣٣ ح ٦.