حقيقة في الالتزام عن الغير ، فيكون الفقرة الثانية تأكيدا لظاهر الاولى ، ودفعا لتوهّم كونه من الملك فيصعب تحصيله.
الثمرة الثالثة
ومنها : قوله تعالى ـ حكاية عن أحوال يحيى عليهالسلام ـ : ﴿وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾(١).
فإنّ ظاهره يدّل على مدح يحيى عليهالسلام بكونه حصورا ممتنعا عن مباشرة النسوان ، فيمكن أن يرجّح في شريعتنا التعفّف على التزويج.
وفيه ؛ أنّ الآية لا تدلّ إلاّ على حسن هذه الصفة لما فيها من المصالح والتخلّص عمّا يترتّب عليه ، ولا دليل فيها على رجحان هذه الصفة على صفة اخرى ، أعني : المباشرة لبعض المصالح الاخرويّة ؛ فإنّ مدح زيد بكونه صائم النهار متهجّدا لا يدلّ على رجحان هاتين الصفتين على الإفطار في النهار وترك التهجّد في الليل للاشتغال بما هو أهمّ منهما.
الثمرة الرابعة
ومنها : قوله تعالى : ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ ...﴾ الآية (٢).
دلّ على جواز برّ اليمين على ضرب المستحقّ مائة بالضرب بالضّغث.
وفيه : ما لا يخفى.
الثمرة الخامسة
ومنها : قوله تعالى : ﴿أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ... إلى آخر الآية﴾ (٣).
استدلّ بها في حكم من قلع عين ذي العين الواحدة (٤).
__________________
(١) آل عمران : ٣٩.
(٢) ص : ٤٤.
(٣) المائدة : ٤٥.
(٤) انظر الشرائع ٤ : ٢٣٦.