ما عليه المشهور.

ويمكن الاستدلال له أوّلاً : بالنصوص الخاصّة التي منها موثقة أبي بكر الحضرمي المتقدِّمة (١).

ودعوى أنّ ما تضمنته من قوله : السلام عليكم ، من باب استعمال اللفظ في اللفظ فيراد به التسليم المتداول بين الناس المشتمل على تلك الزيادة ، مدفوعة بأنّ هذا الاستعمال وإن كان واقعاً في لغة العرب إلّا أنّه لا ريب في كونه خلاف الظاهر جدّاً لا يصار إليه من غير قرينة ، وحيث لا قرينة فلا يمكن المصير إليه. فلا مناص من الأخذ بظاهرها من كفاية تلك العبارة من غير الزيادة.

ومنها : موثقة يونس بن يعقوب : «... ولو نسيت حتّى قالوا لك ذلك استقبلتهم بوجهك وقلت : السلام عليكم» (٢) فإنّها صريحة في حصول تدارك المنسي بهذه الصيغة فحسب ، ومقتضى ذلك عدم وجوب الزائد عليها.

ومنها : غير ذلك كروايتي أبي بصير ، وابن أبي يعفور (٣) وإن لم تكونا نقيتي السند ولا تصلحان إلّا للتأييد.

وثانياً : بإطلاق بعض الأخبار كقوله عليه‌السلام في صحيحة الفضلاء : «فان كان مستعجلاً في أمر يخاف أن يفوته فسلّم وانصرف أجزأه» (٤). وفي صحيحة عبيد الله الحلبي : «يسلِّم من خلفه ويمضي في حاجته إن أحبّ» (٥) فانّ مقتضاه جواز الاقتصار على هذا المقدار من دون ضم تلك الزيادة.

وثالثاً : بالأصل العملي وهو أصالة البراءة عن تلك الزيادة بعد كون المقام

__________________

(١) الوسائل ٦ : ٤٢١ / أبواب التسليم ب ٢ ح ٩.

(٢) الوسائل ٦ : ٤٢٥ / أبواب التسليم ب ٣ ح ٥.

(٣) الوسائل ٦ : ٤٢١ / أبواب التسليم ب ٢ ح ٨ ، ١١.

(٤) ، (٥) الوسائل ٦ : ٤١٦ / أبواب التسليم ب ١ ح ٥ ، ٦.

۵۵۳