لزوجها» (١). فانّ التعبير بكلمة «لو» الامتناعية دال على امتناع السجود لغير الله تعالى.
وأمّا سجود الملائكة لآدم وكذا سجود يعقوب وولده ليوسف فقد أُجيب عنه في الروايات بوجهين وكلاهما صحيح.
أحدهما : أنّ السجود كان لله تعالى ، وإنّما جعل آدم ويوسف قبلة لهم تشريفاً وإجلالاً ، كما أنّ الكعبة قبلة لنا (٢) ، فلم يكن السجود لآدم ولا ليوسف بل شكراً له تعالى. كما أنّا لم نسجد لتلك الأحجار أو لذاك الفضاء.
الثاني : أنّ السجود وإن كان لآدم إلّا أنّه حيث كان بأمر من الله تعالى فهو في الحقيقة سجود له وعين العبودية والتوحيد ، ألا ترى أنّ الملك إذا أمر بتعظيم شخص والخضوع له فتعظيمه في الحقيقة عائد إلى الملك وخضوعه يرجع بالأخرة إلى الخضوع إليه ، لانبعاثه عن أمره وكونه إطاعة لحكمه ، وعليه فلا يجوز السجود لغير من أمر به تعالى ، لكونه شركاً في العبادة بعد أن لم يكن صادراً عن أمره. وقد ذكرنا في بحث التفسير (٣) أنّ السجود للأصنام إنّما لا يجوز لعدم إذنه تعالى في ذلك ، وإلّا فلو أذن تعالى به لم يكن به بأس لكونه طاعة له وامتثالاً لأمره.
وقد ورد في بعض الروايات (٤) أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أجاب عمّن
__________________
(١) الوسائل ٢٠ : ١٦٢ / أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ب ٨١ ح ١.
(٢) غير خفي أنّ السجود للشيء غير السجود إلى الشيء ، وظاهر الآيات الواردة في آدم ويوسف هو الأوّل كما أنّ الواردة في الكعبة هو الثاني ، فلا يكونان من سنخ واحد ليقاس أحدهما بالآخر.
(٣) البيان : ٤٧٨.
(٤) الوسائل ٦ : ٣٨٦ / أبواب السجود ب ٢٧ ح ٣.