ويمكن أن يقال : بأن البحث هنا ، وفي مسألة الأمر بالشيء ، وفي مسألة اجتماع الأمر والنهي ، بحثّ عن ثبوت شيء للوجوب والحرمة ـ مثلا ـ من حيث كونهما من مداليل الكتاب والسنة. وإشكال لحوق العارض لأمر أعمّ ـ حيث إنه لا دخل لورودهما في الكتاب والسنة في لحوق شيء من العوارض المذكورة في تلك المسائل ـ إشكال يعمّ نوع المسائل الاصولية ؛ ضرورة أن ظهور الصيغة في الوجوب ـ .. وهكذا ـ من لواحق الصيغة بما هي ، لا بما هي واردة في الكتاب والسنة. وكون البحث باعتبار اندراج الأخصّ تحته ـ لا باعتبار ذاك الأمر الأعم ـ لا يجدي شيئا بعد عدم دخله في لحوق العارض واقعا ، فلا يخرج عن كونه عرضا غريبا ، بل هذا الإشكال جار ولو مع قطع النظر عن حيثية المدلولية ؛ لأنّ العقل يحكم بالملازمة بين وجوب شيء ووجوب مقدمته مطلقا من دون اختصاص بالوجوب الشرعي ، مع أنّ موضوع البحث ـ باعتبار أنّ نتيجته لا بدّ وأن تكون مثبتة للوجوب الشرعي ـ مقصور على الملازمة بين وجوب شيء شرعا ووجوب مقدمته شرعا.
__________________
والفلك فضلا عن الفلسفة واللغة والفقه والاصول.
عدّ له صاحب أعيان الشيعة (١٩) تلميذا من علماء الشيعة ، كما عدّ له ما يقارب الستين مؤلفا في جميع العلوم منها : ( شرح الأربعين حديث ) و ( مفتاح الفلاح ) في الدعاء و ( الجامع العباسي ) في الفقه ، و ( الزبدة ) و ( حاشية شرح العضدي ) في الاصول و ( الفوائد الصمدية ) في النحو و ( رسالة الجوهر الفرد ) في الحكمة وغيرها. كما أنه ( رحمه الله ) كان شاعرا مجيدا في العربية والفارسية ، وله قصيدته المشهورة في مدح الإمام الحجة المهديّ ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ والتي مطلعها :
سرى البرق من نجد
فهيّج تذكاري
عهودا بحزوى
والعذيب وذي قار
توفّي رحمه الله في اصفهان ( ١٢ ـ شوال ـ ١٠٣٠ ه ) ونقل إلى مشهد الامام الرضا عليهالسلام وقبره مزار معروف ضمن الحضرة المباركة على ساكنها آلاف التحية والسلام
( أعيان الشيعة ٩ : ٢٣٤ ـ ٢٤٩ ) بتصرف.