والمحكوم ، كما صنعه الحاجبي (١) وشيخنا البهائي (قدس سره) (٢) ، واستحسنهما غير واحد من المتأخرين ، إلاّ أن إدراج هذه المباحث ـ التي تنفع نتائجها في إثبات الحكم الشرعي ، كسائر المسائل الاصولية ـ في المبادئ وإخراجها عن المقاصد بلا وجه.

ومجرّد كون الشيء من المبادئ التصديقية لمسألة ، لا يقتضي أن يكون منها بقول مطلق ، مع كون نتيجتها في نفسها كنتيجة تلك المسألة ، وعدم شمول ما عدّ موضوعا للعلم لموضوع هذه المسألة من مفاسد ما جعل موضوعا للعلم ، وقصوره عن شمول ما هو كسائر المسائل في الغرض المهمّ ، لا من قصور المسألة عن كونها من مقاصد الفن ومطالبه.

__________________

(١) شرح مختصر المنتهى للعضدي : حيث بدأ في صفحة (٦٩) بالكلام عن المبادئ الاحكامية لعلم الاصول وأدرج في مباحثها مسألة ( ما لا يتم الواجب إلا به ) وقد بحث هذه المسألة في صفحة (٩٠).

(٢) الزبدة في الاصول : ٤٥ ، عند قوله : ( فصل : ما يتوقف الواجب عليه ) إذ عدّ هذا الفصل من المبادئ الأحكامية التي هي المطلب الثالث من المنهاج الاول في مقدمات كتاب الزبدة في الاصول للشيخ البهائي ( رحمه الله ).

وهو شيخ الاسلام بهاء الدين محمد بن الحسين الحارثي الهمداني العاملي المعروف بالشيخ البهائي ( رحمه الله ).

ولد في بعلبك يوم الخميس ( ١٣ ـ محرم ـ ٩٥٣ ه‍ ) ، وانتقل مع والده وهو صغير إلى اصفهان ، فأخذ عن والده وغيره من جهابذة العلماء ، حتى صفت له من العلم مناهله ، ولي بها مشيخة الإسلام ، ثم رغب في الفقر والسياحة ، فترك المناصب ومال لما هو لحاله مناسب فقصد حجّ بيت الله الحرام وزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته الكرام عليهم‌السلام وزار بيت المقدس ومصر والشام وحلب ، فساح زائرا لأغلب البلاد ثلاثين سنة ، واجتمع بكثير من أرباب الفضل ، فاستفاد منهم وأفاد.

ثم عاد إلى اصفهان في زمن الشاه عباس الصفوي ، فكان لا يفارقه سفرا ولا حضرا فكان عالمه ومهندسه في البناء كما في حضرة أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ ومساجد اصفهان ، والمشهد الرضوي ، وغيرها من الأبنية الضخمة التي تدلّ على براعته في علوم الهندسة المعمارية والحساب

۵۱۰۱