بالعصيان ؛ حيث إنه خلاف ما تعلّق به ونقيضه.
وكذا ترتب الثواب عليه من حيث إنه موجب لسقوط الأمر بإتيان ما يطابق متعلّقه المحصّل للغرض منه ، فإنه لا ينافي ترتّب العقاب عليه من حيث إنه موجب لسقوط النهي بإتيان ما يناقض متعلّقه المنافي لغرضه منه.
بل هكذا حال القرب والبعد الناشئين من التخلّق بالأخلاق الفاضلة أو الرذيلة ، فإنه بواسطة التخلق بالخلق الفاضل له التشبه بالمبدإ الكامل ، فهو قريب منه من هذا الوجه ، وإن كان بواسطة التخلّق بخلق رذيل بعيدا منه من ذلك الوجه.
ومنه يعلم : أن الأعمال وإن كانت مقدّمة للأحوال ، لكنه لا مانع من كون الواحد ـ بما هو صلاة ـ مقدّمة لحال ، وبما هو غصب مقدّمة لحال اخرى ، فتدبّر جيّدا.
١٧٣ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( إنه لا يكاد يجدي ـ أيضا ـ كون الفرد مقدمة ... الخ ) (١).
لا يخفى عليك : أنّ المراد بالفرد :
تارة : هي الماهية المحفوفة بلوازمها الخارجية ـ أعني ماهية الإنسان بما هي ذات وضع وكم وكيف إلى غير ذلك ـ ومثل هذا الفرد ليس مقدّمة للكلّي ، بل حيث إنّ الحيوانية والناطقية بالإضافة إلى هذا المجموع كالجزء بالنسبة إلى الكلّ ، فللكلّي عنوان المقدّمية والسابقية ذاتا وطبعا بالإضافة إلى مثل هذا الفرد.
وأخرى : نفس الهوية العينية التي تنتزع منها الحصّة المتقرّرة في ذاتها
__________________
(١) كفاية الاصول : ١٦١ / ٢.