في المطلق والمقيد

٣٢١ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( ولا ريب أنها موضوعة لمفاهيمها ـ بما هي هي ـ مبهمة مهملة ... الخ ) (١).

اعلم أنّ كلّ ماهيّة من الماهيّات إذا لوحظت وكان النظر مقصورا عليها بذاتها وذاتيّاتها ـ من دون نظر إلى الخارج عن ذاتها ـ فهي الماهية المهملة التي ليست من حيث هي إلاّ هي ، وإذا نظر إلى الخارج عن ذاتها ففي هذه الملاحظة لا يخلو حال الماهية عن أحد امور ثلاثة :

أحدها : أن تلاحظ بالإضافة إلى الخارج عن ذاتها مقترنة به بنحو من الأنحاء ، وهي الماهية بشرط شيء.

وثانيها : أن تلاحظ بالإضافة إليه مقترنة بعدمه وهي الماهية بشرط لا.

وثالثها : أن تلاحظ بالإضافة إليه لا مقترنة به ولا مقترنة بعدمه ، وهي الماهية لا بشرط.

وحيث إنّ الماهيّة يمكن اعتبار أحد هذه الاعتبارات والقيود معها بلا تعيّن لأحدها ، فهي أيضا لا بشرط ـ من حيث قيد البشرطشيء ، وقيد البشرطلا ، وقيد اللابشرط ، فاللابشرط حتى عن قيد اللابشرطية هو اللابشرط المقسميّ ، واللابشرط بالنسبة إلى القيود التي يمكن اعتبار اقترانها وعدم اقترانها ، هو اللابشرط القسمي.

ومن هذا البيان ظهر : أنّ المعنى الذي لوحظ بالنّسبة إلى القيد الخارج عن ذاته لا بشرط ، هو اللابشرط القسمي دون المقسمي ، وأنّ اللابشرط المقسمي هو اللابشرط من حيث اعتبار اللابشرطية واعتبار البشرطلائية

__________________

(١) كفاية الأصول : ٢٤٣ / ٩ ـ ١٠.

۵۱۰۱