نور المعرفة ، وأين إحدى الجهتين من الاخرى؟! فتدبّر جيّدا والمقام يحتاج إلى تأمّل تامّ.
٤٨ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( ولا ينافيه كونه مقدّمة لأمر ... الخ ) (١).
وعليه ففيه ملاك الوجوب النفسي والمقدّمي ، فلا يتمحّض الواجبات النفسية في النفسية بعد وجود ملاك النفسية والغيرية ، فلا يتوهّم عدم تأثير ملاك الغيرية لتأخر رتبته عما هو في عرض علته ؛ لأن حسن الواجب وان كان ملازما لمصلحته وخاصّيته ، لكنه لا تقدّم لما مع العلّة على معلولها ؛ لأنّ تقدّم العلّة تقدّم بالعلّية ، وهو شأن العلّة دون غيرها ، ولا تقدّم بنحو آخر على الفرض للعلّة على معلولها كي يسري إلى ما معها.
مضافا إلى أنّ تزاحم الملاكين في التأثير بملاحظة الوجود الخارجي ، لا بلحاظ الذات والرتبة (٢) ، فإن اجتماع المتماثلين ـ اللازم من تأثيرهما ـ انما يستحيل بلحاظ الوجود الخارجي لا غير.
٤٩ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( ولعلّه مراد من فسّرهما بما امر به لنفسه ... الخ ) (٣).
أي لحسن نفسه في قبال ما أمر به لحسن غيره كالمقدمة ، فإنّ المقدّمة من حيث إنها مقدمة لا حسن فيها بنفسها ، فالأمر بها وإن كان لمقدميتها ، إلا أن المقدمية ليست بذاتها داعية إلى الأمر ، فالداعي الأصيل حسن ذيها.
وأما على ما ذكرنا سابقا (٤) : فالمراد من قولهم : ـ لنفسه في قبال لغيره ـ هو
__________________
(١) كفاية الاصول : ١٠٨ / ١٠.
(٢) فالملاكان وإن كانا مختلفين بالتقدّم والتأخّر في الرتبة ، لكنهما ليسا مؤثّرين بما هما في المرتبة ، بل بلحاظ مقام آخر ليس في ذلك المقام تقدّم وتأخّر. [ منه قدّس سرّه ].
(٣) كفاية الاصول : ١٠٨ / ١٠.
(٤) راجع التعليقة : ١٨١ ، ج ١.