للسماء ، فانها موجودة بوجودها ، لا بوجود منفرد له صورة خارجية ومطابق عيني ، بخلاف الكلية للإنسان ، فإن معروضها أمر ذهني ، فهي من الاعتبارات الذهنية دون الخارجية. وبقية الكلام تطلب من غير المقام.

إذا عرفت معنى وجود الإضافة في الخارج ، فاعلم أن وجود العنوان الإضافي ربما يتوقّف على وجود صفة حقيقية من الطرفين ، كالعاشقية والمعشوقية (١) ، فإنّ في العاشق صفة نفسانية ، وفي المعشوق كمال صوري أو معنوي ، وربما يتوقف على وجود صفة في أحد الطرفين كالعالمية والمعلومية ، فإن ما له وجود حقيقي ـ وهو العلم ـ قائم بالعالم لا بالمعلوم ، وربما لا يتوقّف على وجود صفة حقيقية في أحد الطرفين ، كالمتيامن والمتياسر والمتقدّم والمتأخر ، وكون الشيء ثاني الاثنين وثالث الثلاثة إلى غير ذلك من الموارد التي لا يتوقّف حصول العنوان الإضافي [ فيها ] على حصول صفة حقيقية ذات مطابق عيني ، فليكن ما نحن فيه من هذا القسم الأخير ، فنفس الأمر المتقدّم ـ حيث إنه يلحقه الأمر المتأخّر في ظرفه ـ منشأ لعنوان إضافي يكشف عنه مضايفه المتأخّر. ومعنى وجود العنوان الإضافي في المتقدّم والمتأخّر كون السابق واللاحق بحيث إذا عقلا عقل معهما عنوانان متضايفان. فافهم واغتنم.

والتحقيق : عدم سلامة هذا الطريق في دفع الإشكال لما تقرّر في محلّه : من أن المتضايفين متكافئان في القوة والفعلية ، فلا يعقل فعلية أحدهما وشأنية الآخر ، وعليه يستحيل تحقّق العنوان الإضافي في الصوم لعدم تحقّق عنوان الاغسال الآتية

__________________

(١) هكذا ذكره الشيخ الرئيس (أ) ، وفي القسم الأوّل نظر ؛ لأنّ مضايف العاشق هو المعشوق بالذات لا المعشوق بالعرض ، والأول لا يتوقف على وجود صفة حقيقية في المعشوق كالعالم والمعلوم بالذات. ( منه عفي عنه ).

__________________

(أ) كتاب التعليقات : ١٣.

۵۱۰۱