ومعنونه وإن كان كليّا ، لكنه ليس بمقدّمة ؛ لأنّ عنوان الوجود لا يشخّص الماهية ولا يفرّدها ، ولا ينتزع الماهية من عنوان الوجود ليكون له المقدمية.
وأما بناء على أصالة الماهية : فتأصّلها وتحصّلها بنفس ذاتها لا بأمر آخر ، فليس هناك أمر آخر يكون مناط فرديتها وتشخّصها ليكون مقدّمة لها ، فلا يعقل الفرد حينئذ إلاّ بالمعنى الأوّل الذي عرفت فساده.
ولذا جعل هذا مبدأ برهان على أصالة الوجود ؛ نظرا إلى أنّ الماهية لا يمتنع صدقها على كثيرين ، ولا يكون ذلك بإضافة ماهية أخرى إليها ، فإنها كالأولى في عدم الإباء عن الصدق ، فلو لم يكن الوجود أصيلا ـ بحيث يكون عين التشخّص ـ لما تحقّق فرد من نوع أصلا.
١٧٤ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( كيف والمقدّمية تقتضي الاثنينية ... الخ ) (١).
قد عرفت (٢) أنّ المقدّمية لا تقتضي الاثنينية ، بل الدخول في محلّ النزاع يقتضي الاثنينية في الوجود.
١٧٥ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( إنما يجدي لو لم يكن المجمع ... الخ ) (٣).
إلاّ أن يقال : إنّ الأمر الانتزاعي حيث إنه موجود بوجود منشأ انتزاعه ، فلمنشئه السابقية والمقدمية ، على حدّ مقدّمية الفرد للطبيعي.
١٧٦ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( كما يظهر من مداومة الأئمة ـ عليهمالسلام ـ ... الخ ) (٤).
__________________
(١) كفاية الاصول : ١٦١ / ٥.
(٢) في التعليقة السابقة عند قوله : ( إلاّ أنّ المقدمية والسابقية ... ).
(٣) كفاية الاصول : ١٦١ / ٦.
(٤) كفاية الاصول : ١٦٣ / ٤.