ماهوي ، بل اقتضاء كلّ من الموضوعات لها بذاتها.
نعم لا يتأثر الذائقة بالحلاوة من كل شيء ، بل مما هو حلو بالذات ، ومما ينتهي إلى ما بالذات ، إلاّ أن هذه السنخية والمناسبة قد عرفت أن منشأها لزوم الحلاوة لأشياء خاصة بحيث لا يكون استلزامها لها عن جهة اخرى غير ذاتها ؛ حتّى يجب الانتهاء إلى جامع يكون ذلك الجامع هو السبب بالذات ، فليكن الغرض اللازم لوجود الصوم والعتق والإطعام كذلك ، وإن كان تأثّر النفس ـ مثلا ـ أو محلّ آخر بذلك الأثر القائم بها قيام العرض بموضوعه ـ مثلا ـ بلحاظ قيام الأثر الخاصّ بمؤثّرات مخصوصة ، إلاّ أنّ هذا المعنى لا يستدعي انتهاء الأثر القائم بالصوم والعتق والإطعام إلى جامع بين الأفعال الثلاثة ، وإن كان تأثّر المحلّ بذلك الأثر من تلك الأفعال بالسنخية والمناسبة بين الأثر القائم بالمحلّ والغرض القائم بتلك الأفعال ، فتدبّر جيّدا.
١٣٨ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( وإن كان بملاك أنه يكون في كلّ واحد ... الخ ) (١).
عدم حصول الغرض من أحدهما مع حصوله من الآخر إن كان لمجرّد أنّ استيفاء أحدهما لا يبقي مجالا لاستيفاء الآخر ، مع كون كلّ من الغرضين لازم الحصول في نفسه ، فلا محالة يجب الأمر بهما دفعة تحصيلا للغرضين.
ولو فرض عدم حصولهما إلاّ تدريجا لعدم إمكان اجتماعهما في زمان واحد كانا كالمتزاحمين ، فإنّ التزاحم قد يكون في الأمر ، وقد يكون في ملاكه ، وكما أنّ التخيير في المتزاحمين ـ من حيث الأمر ـ تخيير عقلي لا مولوي ، كذا التخيير هنا ، وإن كان تضادّ الغرضين على الإطلاق ، لا من حيث إن اجتماع المحصّلين
__________________
(١) كفاية الاصول : ١٤١ / ٧.