والمبعوث والمبعوث إليه ، ربما لا يكون له تخصص آخر غير ما حصل له من أطرافه الثلاثة.
وربما يكون له تخصص آخر من قبل ما علّق عليه وان لم يكن جامع ذاتي بين النسبة الغير المتخصّصة بقيد والمتخصصة به ، فكون النسبة البعثية في ذاتها خاصة لا ينافي زيادة تخصص لها من ناحية المعلق عليه ، وإن لم تكن النسبة ذات جامع ذاتي يعقل فيه معنى وسيع يصدق على أزيد مما يصدق عليه ما يندرج تحته. فتدبّر جيدا.
بل التحقيق : أنّ المعنى الإنشائي وإن كان جزئيا حقيقيا إلا أنه يقبل التقييد بمعنى التعليق على امر مقدر الوجود ، وإن لم يقبل التقييد بمعنى تضييق دائرة المعنى.
فالمراد من الاطلاق عدم تعليق الفرد الموجود على شيء ، ومن البديهي أن المعلق عليه الطلب ليس من شئونه وأطواره كي يكون موجبا لتضييق دائرة مفهومه. فافهم واستقم.
٢٢ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( مع أنه لو سلم أنه فرد ، فانما يمنع ... الخ ) (١).
هذا إنما يناسب ما إذا كان تفرده وجزئيته من ناحية الانشاء ، وأما إذا كان نفس المعنى جزئيا حقيقيا ـ كما ربما يقال ـ فلا إطلاق في حد ذاته ، كي يقبل إنشاؤه مقيدا ، ولعله أشار إليه بقوله : فافهم.
ولا يخفى عليك أن هذا الجواب يندفع به أيضا إشكال عدم قابلية الطلب
__________________
(١) كفاية الاصول : ٩٧ / ٨.