ومنها : صحيحة عبد الرّحمن بن الحجاج ، قال : سألت أبا الحسن موسى عليهالسلام عن الرجل يصبح ولم يطعم ولا يشرب ولم ينو صوماً وكان عليه يوم من شهر رمضان ، إله أن يصوم ذلك اليوم وقد ذهب عامّة النهار؟ «فقال : نعم ، له أن يصوم ويعتدّ به من شهر رمضان» (١).
وهي ظاهرة الدلالة ، وقد رويت بسندين :
أحدهما : ضعيف ، لاشتماله على علي بن السندي ، فإنّه لم يوثّق. نعم ، ذكر الكشي توثيقاً له عن نصر بن صباح (٢) ، ولكنّ نصراً بنفسه ضعيفٌ فلا أثر لتوثيقه.
والسند الآخر : معتبر ، ولأجله يحكم بصحّة الرواية.
ومنها : صحيحة هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام «قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يدخل إلى أهله فيقول : عندكم شيء؟ وإلّا صمت ، فإن كان عندهم أتوه به وإلّا صام» (٣).
ولا يخفى أنّ أحمد بن محمّد المذكور في السند يراد به أحمد بن محمّد بن عيسى لا أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وإلّا لقال : عن أبيه ، لا عن البرقي كما لا يخفى.
وعلى التقديرين فالرواية معتبرة السند.
وأمّا من حيث الدلالة فلا يبعد أنّ موردها الصوم تطوّعاً ، إذ من البعيد جدّاً أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان عليه صوم قضاء أو كفّارة ونحوهما ، فسياق العبارة يقتضي إرادة التطوّع ، ويؤكّده أنّ الدخول إلى الأهل يكون بحسب الغالب
__________________
(١) الوسائل ١٠ : ١١ / أبواب وجوب الصوم ب ٢ ح ٦.
(٢) رجال الكشي : ٥٩٨ / ١١١٩.
(٣) الوسائل ١٠ : ١٢ / أبواب الصوم ب ٢ ح ٧.