عمّن جعل لله عليه أن لا يركب محرّماً سمّاه فركبه ، قال : لا ولا أعلمه إلّا قال : «فليعتق رقبة ، أو ليصم شهرين متتابعين ، أو ليطعم ستين مسكيناً» (١).

ولكنّها ضعيفة السند ، وليست الشهرة بمثابة تبلغ حدّ الجبر على القول به ، فإنّ المسألة خلافيّة وإن كان الأكثر ذهبوا إلى ذلك ، ووجه الضعف أنّ السند وإن كان صحيحاً إلى جميل إلّا أنّ الراوي بعده وهو عبد الملك ضعيف ، إذ لم يرد في حقّه أيّ توثيق أو مدح ، عدا ما حكي عن الصادق عليه‌السلام من دعائه له ولدابّته ، ولا شك أنّ هذا مدحٌ عظيم ، إذ يكشف عن شدّة حبّه عليه‌السلام له بمثابةٍ يدعو لدابّته فضلاً عن نفسه ، ولكن الراوي لهذه الرواية هو عبد الملك نفسه ، حيث قال : قال لي الصادق عليه‌السلام : «إنِّي لأدعو لك ولدابّتك» (٢) ولا يمكن إثبات المدح أو التوثيق لأحدٍ برواية يرويها هو نفسه ، للزوم الدور كما لا يخفى.

فهذه الرواية لأجل ضعف السند ساقطة غير صالحة للاستدلال.

ومنها : ما رواه الكليني في الصحيح عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن علي بن مهزيار ، قال : وكتب إليه يسأله : يا سيّدي ، رجل نذر أن يصوم يوماً فوقع ذلك اليوم على أهله ، ما عليه من الكفّارة؟ فكتب اليه : «يصوم يوماً بدل يوم ، وتحرير رقبة مؤمنة» (٣).

ومرجع الضمير في قوله : «وكتب إليه» هو الهادي عليه‌السلام المذكور في الكافي فيما قبل هذه الرواية (٤). والمراد بالأشعري هو أحمد بن إدريس الذي هو

__________________

(١) الوسائل ١٠ : ٣٧٩ / أبواب بقية الصوم ب ٧ وج ٢٢ : ٣٩٤ / أبواب الكفارات.

(٢) رجال الكشي : ٣٨٩ / ٧٣٠.

(٣) الوسائل ٢٢ : ٣٩٢ / أبواب الكفّارات ب ٢٣ ح ٢ ، الكافي ٧ : ٤٥٦ / ٢٢.

(٤) الكافي ٧ : ٤٥٦ / ١١.

۵۳۲