وإن كان ممّا يحلّ بلعه في ذاته (١) كبقايا الطعام ففي سعة الوقت للصلاة ولو بإدراك ركعة منه يجب القطع والإخراج ، وفي ضيق الوقت يجب البلع وإبطال الصوم تقديماً لجانب الصلاة ، لأهمّيّتها.
وإن وصل إلى الحدّ فمع كونه ممّا يحرم بلعه (٢) وجب إخراجه بقطع الصلاة
فإنّ الصلاة وإن كانت في نفسها أهمّ من الصوم بوحدته إلّا أنّه بعد فرض انضمامه إلى فعل المحرّم يكون المجموع أعني : فعل الصوم المنضمّ إلى ترك الابتلاع المحرّم أهمّ من فعل الصلاة وحدها ، إمّا قطعاً ، أو لا أقلّ من احتماله ولا عكس فيتقدّم لا محالة ، فيجب عليه رفع اليد عن الصلاة والمحافظة على الصيام وعلى الاجتناب عن الأكل الحرام ، ثم التصدّي لقضاء الصلاة خارج الوقت.
(١) الثانية : ما إذا حلّ أكله مع عدم الوصول إلى الحلق كبقايا الطعام ، وحيث إنّ الأمر دائر حينئذٍ بين إبطال الصلاة وبين إبطال الصيام فقط ، والمفروض ضيق الوقت حتى عن الركعة وأمّا مع السعة فقد ظهر حكمه ممّا مرّ فلا مناص من اختيار الثاني ، إذ لا ريب أنّ الصلاة أهمّ من الصوم ، كيف؟! وأنّها عمود الدين وأساس الإسلام وبها يمتاز المسلم عن الكافر كما ورد كلّ ذلك في النصّ ، ومع التنزّل فلا أقلّ من كون المقام من موارد الدوران بين التعيين والتخيير ، إذ لا يحتمل تقديم الصوم جزماً ، والمقرّر في محلّه أنّ الدوران المزبور في المسألة الفقهيّة موردٌ للبراءة في غير موارد المزاحمة ، وأمّا فيها كالمقام فالمتعيّن هو تقديم محتمل التعيّن ، وهو الصلاة كما عرفت.
(٢) وممّا ذكرنا يظهر الحال في الصورة الثالثة ، وهي ما إذا حرم أكله في نفسه أي التمكين من وصوله إلى الجوف مع وصوله الحدّ من الحلق ، فإنّ