[١٠٠٥] مسألة ١٣ : يجب دفن الأجزاء المبانة من الميِّت حتى الشعر والسن والظفر (*) ، وأما السن والظفر من الحي فلا يجب دفنهما وإن كان معهما شي‌ء يسير من اللّحم ، نعم يستحب دفنهما ، بل يستحب حفظهما حتى يدفنا معه ، كما يظهر من وصيّة مولانا الباقر للصادق عليهما‌السلام. وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام أن النبيّ ( صلوات الله عليه وآله ) أمر بدفن أربعة : الشعر والسن والظفر والدم ، وعن عائشة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنه أمر بدفن سبعة أشياء : الأربعة المذكورة والحيض والمشيمة والعلقة (١).


على أن الحكم الوارد في الرواية أعني الخروج عن الإسلام لا يناسب شيئاً من هذه المعاني ، لعدم احتمال أن يكون تجديد القبر أو غيره من المعاني المتقدمة موجباً للخروج عن الإسلام ، أي كونه معصية بمثابة الكفر.

ولا يبعد أن يقال : إن معنى « جدد » أحدث قبراً زائداً على القبور ، بأن يكون كناية عن قتل شخص وإيجاد قبر له بسببه زائداً على القبور ، فان قتل النفس المحترمة من المعاصي المغلظة ، وهو يناسب الحكم بالخروج من الإسلام الوارد في الرواية.

الأجزاء المبانة من الميِّت تدفن معه‌

(١) لا ينبغي الإشكال في عدم وجوب دفن الشعر والظفر والسن ونحوها ممّا لا تحله الحياة إذا كانت منفصلة عن الحي. ويدلُّ على ذلك مضافاً إلى عدم قيام الدليل على الوجوب السيرة المستمرّة الجارية على عدم دفن الشعر المنفصل عن الحي عند الحلق والتنوير ونحوهما.

وقد ورد في بعض الأخبار أن شعر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان مجزوزاً مدّة (٢) ، نعم ورد الأمر بدفن السن والظفر من الحي معه في جملة من الأخبار رواها في‌

__________________

(*) على الأحوط فيها.

(١) الوسائل ٢ : ٨٣ / أبواب آداب الحمام ب ٤١ ح ٧. وفيه : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يختضب وهذا شعره عندنا.

۳۸۳