المدينة ، أي أوّل نقطة من حدودها ، لا منزله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو غير ذلك.
ولا يخفى أنّ هذه الرواية رواها الصدوق في الفقيه في ذيل رواية يرويها عن زرارة ومحمد بن مسلم (١) ، وطريقه إلى ابن مسلم وإن كان ضعيفاً لكن طريقه إلى زرارة صحيح (٢) ، ولا يقدح ضمّ غيره معه. فالرواية موصوفة بالصحّة.
ولكن صاحب الوسائل كأنه تخيّل أنّ هذه العبارة من كلام الصدوق فنسبها إليه ، حيث قال : قال : وقد سافر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى آخر ما مرّ.
وليس كذلك قطعاً ، فانّ في ذيل هذه العبارة قرينة واضحة تشهد بأنّها من كلام الإمام عليهالسلام حيث قال بعد ذلك : «وقد سمّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قوماً صاموا حين أفطر العصاة ، قال : فهم العصاة إلى يوم القيامة ، وإنّا لنعرف أبنائهم وأبناء أبنائهم إلى يومنا هذا» (٣).
فانّ هذه الدعوى أعني معرفة العصاة وأبنائهم وأبناء أبنائهم لا تكاد تصدر من غير الإمام عليهالسلام كما هو ظاهر. وكيف ما كان ، فهي رواية صحيحة عن الإمام عليهالسلام كما ذكرناه ، دلّت على أنّ المبدأ نفس البلد هذا.
ويستفاد من موثّقة عمار أنّ المدار على أحد الأمرين من القرية أو المنزل قال عليهالسلام : «لا يكون مسافراً حتّى يسير من منزله أو قريته ثمانية فراسخ ...» إلخ (٤).
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٧٨ / ١٢٦٦.
(٢) الفقيه ٤ (المشيخة) : ٦ ، ٩.
(٣) الفقيه ١ : ٢٧٨ / ١٢٦٦.
(٤) الوسائل ٨ : ٤٦٩ / أبواب صلاة المسافر ب ٤ ح ٣.