الفاعل ليكون المعنى : لذكري إياك أنّك تركت الصلاة ، كي تدلّ على وجوب القضاء.

فالإنصاف : أنّ الآية الكريمة في نفسها غير ظاهرة في وجوب القضاء ، فضلاً عن المبادرة إليه ، بل هي أجنبية عن ذلك. ودع عنك المفسّرين يقولون ما قالوا ويفسّرون الآية بما شاؤوا ، إذ لا عبرة بآرائهم واستظهاراتهم ما دمنا نستمدّ الأحكام الشرعية من ظواهر القرآن الكريم أو بضميمة التفسير الوارد عن المعصومين عليهم‌السلام ، وقد عرفت أنّ ظاهر الآية أجنبي عمّا ذكروه.

وأمّا الروايات الواردة عن المعصومين عليهم‌السلام في تفسير الآية الشريفة فما يوهم منها المعنى المذكور روايتان :

إحداهما : ما رواه الشيخ قدس‌سره بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «إذا فاتتك صلاة فذكرتها في وقت أُخرى فإن كنت تعلم أنّك إذا صلّيت التي فاتتك كنت من الأُخرى في وقت فابدأ بالتي فاتتك ، فانّ الله عزّ وجلّ يقول ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي» (١).

وهي ضعيفة السند بالقاسم بن عروة ، ومع الغضّ عن السند فالجواب عنها هو الجواب الآتي عن الرواية الثانية ، فليتأمّل.

ثانيتهما : صحيحة زرارة على ما عبّر به الشهيد في الذكرى عن أبي جعفر عليه‌السلام قال «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا دخل وقت مكتوبة فلا صلاة نافلة حتى يبدأ بالمكتوبة إلى أن قال بعد نقل قصة تعريس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض أسفاره ، ورقوده هو وأصحابه عن صلاة الفجر حتّى طلعت الشمس ، وقضائهم لها بعد التحول من المكان الذي أصابتهم الغفلة فيه : من نسي شيئاً من الصلوات فليصلّها إذا ذكرها ، فانّ الله عزّ وجل يقول ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي» (٢).

__________________

(١) الوسائل ٤ : ٢٨٧ / أبواب المواقيت ب ٦٢ ح ٢ ، التهذيب ٢ : ١٧٢ / ٦٨٦.

(٢) الوسائل ٤ : ٢٨٥ / أبواب المواقيت ب ٦١ ح ٦ ، الذكرى ٢ : ٤٢٢.

۳۱۴۱